مرَّ أسبوعٌ آخر، وكانت الشركة في ذروة نشاطها، كلُّ موظف يعمل بجدٍّ وإصرار لإنهاء تجهيزات العرض الكبير وإطلاق المنتج الجديد. في ذلك الوقت، كانت "مريم" مع أصدقائها يستعدون لحضور زفاف أعز أصدقائهم.
تألَّقت القاعة بزينةٍ براقة وأضواءٍ تملأ المكان ببهجةٍ مميزة، بينما وُضِع المنتج المنتظر في منتصف القاعة كنجمةٍ متألقة، خلف الكواليس كان "يوسف" مشغولاً في غرفة التحكم، يقف بين فريقه التقني يراقب بتركيز الدقائق الأخيرة التي تسبق العرض.
وفجأة، اندفعت "بتول" نحو "يوسف" بوجهٍ شاحب وخوفٍ مصطنع، وهمست بقلق: أستاذ يوسف، عندنا مشكلة.
رفع "يوسف" نظره بحدةٍ وقلق: في إيه؟
لكن قبل أن تكمل "بتول" حديثها، خيّم الصمت على المكان عندما بدأ صوت الأجهزة الصوت يتقطع تدريجياً، حتى انقطع تماماً. ونظرت "بتول" إلى "يوسف" بملامحٍ مزيجٍ من الخبث والخوف، وقالت بلهجة تتظاهر بالبراءة: المشكلة في الصوت... شوفت مريم واقفة عند المعدات من أول الحفلة يمكن بوظت حاجه.
التفت "يوسف" لأحد العاملين وقال بحزم: ناديلي مريم فوراً.
وبعد لحظات، ظهرت "مريم" تتساءل بقلق: في إيه؟
نظر إليها "يوسف" وقال: في مشكلة في الصوت، انتي...
قاطعته "بتول" بحدة، متهمةً إياها: مريم، أنا شوفتك وانتي واقفة عند المعدات. بوظتي إيه في الصوت؟ مش عايز يشتغل!.
شعرت "مريم" بالصدمة، واندفعت لتبرر نفسها: ما عملتش حاجة، أنا إيه اللي هيخليني...
قاطعها "يوسف" بنبرةٍ صارمة: مش وقت الاتهامات دلوقتي. عايزين نحل المشكلة فورًا.
ثم وجَّه نظره نحو فريق الصوت وأمرهم بتركيز: اعملوا أي حاجة عشان تصلحوا الوضع.
بينما انشغل الفريق بمحاولة إصلاح العطل، كانت "مريم" تقف جانباً تشعر بالظلم، تتساءل في أعماقها كيف يمكن أن تتعرض لهذا الاتهام الباطل. لكنها أُجبرت على الصمت، تترقب بهدوء، آملةً أن تُكشف الحقيقة قريباً.
وبعد دقائق من الجهد، تمكن الفريق من إعادة الصوت. جاء المسئولون إلى الكواليس غاضبين، متجهين نحو "مريم" ليعبروا عن استيائهم.
قال أحد منهم بحده: مالهم موظفينك يايوسف، البنت دي كانت علي وشك انها تنهي العرض.
كان "فادي" على وشك التدخل لحمايتها، لكن "يوسف" تقدم أمامه بخطوات واثقة، وقال للمسئولين: دي موظفتي أنا، وأنا اللي من حقي أزعقلها.
ثم وجه كلامه "لمريم" بصوت هادئ: تعالي ورايا.
تبعته "مريم" بصمتٍ وحزن، وعندما ابتعدا عن الجميع، استدار "يوسف" نحوها ونظر ببرود: اتكلمي.
أنت تقرأ
ذكريات وقرارات
Lãng mạnالبطلة تحمل ذكريات جميلة عن حبها القديم للبطل والذي انتهى بشكل غير مرضي لها. بعد خمس سنوات، تتخرج وتبدأ البحث عن وظيفة. البطلة تتفاجأ عندما تجد وظيفتها الجديدة في نفس الشركة التي يعمل بها البطل وبعد عدة مواجهات محرجة، يزداد التوتر بينهما. يظهر (صديق...