الفصل الثالث عشر (ذكرياتهم الجميلة)

33 4 0
                                    


بعد ساعات العمل، أنهى "يوسف" عمله، وتوجه إلى مكتب "مريم" حيث كانت تجهز شنطتها وتودّع زملاءها. وقالت "مريم" لهم بابتسامة: أنا مش همشي معاكم النهاردة، هاروح مع "يوسف".

رد "أحمد" مازحاً، وهو يبتسم بخبث: أيوه بقى، جه صاحب الشركة ياخدك مننا.

كان في هذه اللحظة وجه "بتول" يكتسي بمعالم الغيرة، تراقب المشهد بصمت. أتي "يوسف" في هذه اللحظة وقال، بنبرة واثقة: جاهزة يا مريم؟

أجابته "مريم" بابتسامة هادئة: أيوة.

خرجت "مريم" مع "يوسف"، ركبا السيارة، وفي الطريق اتصلت بوالدتها لتطمئنها. قالت "مريم" عبر الهاتف بصوت هادئ: ماما، أنا جايه في الطريق مع يوسف.

ردت "الأم" باستغراب خفيف: يوسف!؟ يوسف مين؟

ابتسمت "مريم" محاولة تهدئتها وقالت بلطف: يوسف ياماما ابن عمو سيد.

ترددت "الأم" قليلاً قبل أن ترد بلهجة مرحبة: أهلاً وسهلاً.

كان "يوسف" يقود السيارة بتركيز، بينما كانت تجلس "مريم" بجانبه، تنظر من النافذة بملامح هادئة، تستغرق في تأملات ربما تبتعد بها عن الحاضر لدقائق.

نظر لها "يوسف" وابتسم بلطف، وقال بهدوء: يارب تكوني مرتاحة معانا، أستاذة مريم؟

التفتت "مريم" إليه بابتسامة دافئة، وأجابته: آه، مرتاحة الحمد لله. بس الشغل كان متعب النهارده.

هزّ "يوسف" رأسه موافقًا وقال: آه، الفترة دي تحديداً بيكون دايماً ضغط. حظك بقا انتي وصحابك جيتو في الوقت اللي بنحدد فيه المنتج الجديد. بس بنحاول نخلي الجو لطيف على قد ما نقدر، وطبعا وجودك في الشركة بيخلّي الدنيا عندنا أحلى.

ابتسمت "مريم" بتواضع وقالت: شكراً، ده من ذوقك.

ردّ "يوسف" بابتسامة صادقة: والله دي الحقيقة.. طيب، خلينا نتكلم عنك شوية.

نظرت إليه "مريم" بفضول وقالت: عن إيه بالضبط؟

أجابها "يوسف": مثلاً، أخبارك اي في الجامعة؟ مين صحابك اللي عرفتيهم عملتي اي في حياتك عموماً.

تنهدت "مريم" بتذكر وقالت: كان أجمل أيام حياتي هي فترة الجامعة، لأني بدأت أنضج فيها وأفهم الدنيا صح أكتر، وكمان اتصاحبت على زملاء حبوني بجد واهتموا بيا كتير. كان معايا خالد وسارة وأحمد اللي معانا في الشركة، وكمان نادية، أخته، هي قدمت معانا في الشركة بس للأسف اترفضت.

رفع "يوسف" حاجبيه بدهشة وقال: فعلاً هي أفضل فترة هي فترة الجامعة. بس لحظة، أنا مكنش عندي فكرة عن أخته نادية، خليها تقدم تاني.

أجابت "مريم" بتردد: أنا معرفش إذا كانت هتوافق تقدم تاني أو لا، بس هسأل أحمد.

أومأ "يوسف" برأسه قائلاً: تمام. خالد ده مقدمش معاكم ليه؟

ذكريات وقراراتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن