24

46 2 1
                                    

يَجْلِس فَوْقَ كُرْسِيِّهِ فِي الْمَكْتَبِ نَاظِرًا حَوْلَه بِمَلَل فعلاقته بفيولا أَصْبَحْت أَسْوَأ و أَسْوَأ بَعْدَ تَرْكِهَا لَهُ وَ مواعدتها رَجُلًا آخَرَ ستصيب زيوس بِالْجُنُون هُوَ مِنْ أَحَبَّهَا ! هُوَ مِنْ عَشِقَهَا ! هُوَ مِنْ يدللها و يَسْتَعِدّ أَن تؤشر باصبعها و يَكُون بحوزتها لَم يدلل أَوْ يَكُونُ حنونا إلَّا مَعَ فيولا فِي حَيَاتِهِ لَمْ يَتْرُكْ تَفْصِيلًا إلَّا و اِهْتَمَّ بِهِ مِنْ إعْدَادُه للفطور و كَأْس الشوكولا المخفوقة الَّتِي تُحِبّهَا مَع فطائر الْجُبْنَة أَو أَلْبَان كيك الْمُغَطَّى بمربي الفراولة دُونَ غَيْرِهِ وَ بَعْضُ مَنْ حَبَّاتِ الْبُنّ الْمَوْضُوعَة جَانِبًا لَتُعْطِي مَنْظَرًا رَائِعا و طَعْمُه لَذِيذَة إرَادَتِهَا قَد جَلْبُهَا بِاسْتِمْرَار مِن فَرَنْسَا كَوْنِهَا تَكُونُ فِي حَالَتِهَا الْخَفِيفَة و لَيْسَت الثَّقِيلَة حَتَّى لَا تَشْعُرُ بمرارتها

كُلُّ هَذَا ذَهَبَ حَقًّا بَعْدَ أَنْ تَرِكَتِه وَحِيدًا يُصَارِع نَفْسِه لمواعدتها رَجُلًا آخَرَ يدللها و يَقْبَلُهَا و يحميها و غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ كَلِمَاتِ الْحَبّ الَّتِي تُسْمِعْهَا فتبتسم كُلّ تِلْك الْأَفْكَار أَتَت مُتَزَاحِمَةٌ فِي رَأْسِهِ المتكا فَوْقَ كُرْسِيِّهِ الجلدي فِيِ مَكْتَبِهِ الَّذِي لَازِمُهُ لِفَتْرَة طَوِيلَة مُنْذُ ذَلِكَ الْوَقْتِ

"انطونيو تَوَقَّفَ عَنْ إرْهَاق نَفْسِك سَتَمُوت مِن خَلَايَا دماغك إنْ بَقِيَتْ هَكَذَا سنجد ذَلِك الداعر الَّذِي يُحَاوِل إبْعَاد الآنِسَة فيولا عَنْكَ وَ بَعْدَمَا سنجعل المافيا تَقُوم بِتَلْقِينِه دَرْسًا لَن يَنْسَاه ابدا"

تَحْدُث البيرتو بيأس لِحَالَة أَنْطُونِيُو الصامتة الَّتِي أَصْبَحَتْ تُلَازِمُه مُنْذ فَتْرَة صُمْت قَاتَل و بُرُود يَقُوم بصفقاته و أَعْمَالِه ببرود كَبِيرٌ لِيَنْظُر لكارلوس الَّذِي تَنَهُّدٌ داعكا جَبِينِه لِيَنْطِق مُحَاوِلا تَخْفِيف تُوتِر الأجْوَاء

"انطونيو أَنَّنَا مافِيا ايطالية الَّتِي ستجعل ذَلِك الداعر يَرْكَع تَحْت قَدَمَيْك و هُو يُرِيد رَحْمَتِك "

اومىء أَنْطُونِيُو بِرَأْسِه و عَيْنَاه الزمرديتان متعبتان مِن التَّفْكِير و الارهاق الَّذِي كَانَ بِهِ لِيَدْخُلَ ناثانوس بَعْد طُرُقِه بَاب الْمَكْتَب لِيَدْخُل بِهَيْبَة كَبِيرَة بِثِيَابِه الْأَنِيقَة و شَعْرِه الْأَشْقَر المصفف بِعِنَايَة و وسامته الْفَائِقَة الَّتِي تَنْتَشِر حَقًّا فِي الْمَكَانِ

"انطونيو هَل وُجِدَت أَيِّ دَلِيلٍ ؟ ! "

"لا . . . . . أَنَّنَا نبحث عَنْ دَلِيلٍ أَكِيدٌ لَهُ حَتَّى نسحقه "

تَحْدُث أَنْطُونِيُو بِقُوَّة فَهُو لَن يُرِي ضَعَّفَه لِأَحَد ليتحدث ناثانوس ببرود و كَأَنَّه يَقْرَأ صَفْحَةً مِنَ كِتَابِ مَا

هَوَسهُ القاتِل ||His Killing Obsession مُكتَمِلة ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن