part six

279 27 19
                                    

كان صمت الغابة مطبقًا حولهما، بينما كان قلب جونكوك ينبض بسرعة كأنما هو قنبلة موقوتة. مع كل ثانية تمر، كان يبدو وكأن العالم ينزوي بعيدًا، تاركًا إياه وحده في هذا الكابوس. انتشل جسد تاي بيدين ترتجفان، حاولت أن تنفصل كل حركة منها عن الذعر الذي يجتاحه.

كان جونكوك يصرخ بأعلى صوته، "تاي! تاي! استيقظ!" كأن صرخاته تستطيع إيقاظه من غيبوبته. حاول يائسًا الضغط على صدر تاي بقوة، وضغط على قلبه الصغير، محاولاً إنعاشه رغم أن كل شيء بدا وكأنه يتهاوى من حوله. كان يرتكب الأخطاء تلو الأخطاء، ولا يعرف إن كان ما يفعله صحيحاً أم لا، ولكنه كان مصممًا على المحاولة.

في لحظات صعبة كهذه، كان الصمت مروعًا. أضافت الأرض الرطبة من الماء إلى رعب الموقف، وعززت من شعور الفزع الذي استولى على جونكوك. كانت أنفاسه ثقيلة وعصبية، بينما كان عقله يعمل بشكل محموم، يحاول تذكر دروس الإسعافات الأولية التي تعلمها في وقت سابق، لكنه شعر وكأن كل شيء قد نُسي.

جونكوك كان ينظر إلى جسد تاي المستلقي على الأرض، يشعر بالضياع وعدم معرفة ماذا يفعل. خفق قلبه بسرعة، وكان عقله يدوخ في دوامة من الذعر والخوف. ضغط على صدر تاي بيدين متعرقتين، وحاول تنشيط قلبه ونفخه. كان كل شيء حوله ضبابياً، وكان صوته يرتفع بالصراخ، لكن جسد تاي لم يظهر أي علامة على الاستجابة.

فجأة، وبينما اقترب جونكوك من شفتي تاي ليبدأ في تنفس صناعي، شعر بشيء غير متوقع. فتحت عيون تاي ببطء، وبدت عليه علامات الوعي. في لحظة مفاجئة، ابتسم تاي ابتسامة مائلة،
وقال، "ماذا تفعل؟ هل تريد استغلال الفرصة وأنا فاقد وعي؟"

قالها بطريقة مازحة، ولكنها كانت مليئة بالخداع. نظر جونكوك إليه بغضب، فقد كاد أن يفقد السيطرة تمامًا. ضربه على صدره بقوة، وكأنما يريد إخراج كل الخوف والقلق الذي كان يشعر به.
"لا تستهين بالأمر! لقد خفت عليك كثيرًا!" قالها وهو يتنفس بعمق، محاولاً استعادة هدوئه.

وقف جونكوك، وتنفس بعمق، وذهب إلى الحقيبة، مستخرجًا منشفة من الداخل. ألقى واحدة منها على الأرض بجانب تاي، وأخذ الأخرى وذهب بها إلى تاي قائلاً بجدية، "هيا، جفف نفسك قبل أن تتمرض."
اخرج جونكوك فراشن بسيط وفرشه عله لأرض لكي يجلسوا عليه

التقط تاي المنشفة، وعندما استقام وجلس على حافة الفراش، التقط جونكوك القماش الآخر من على الأرض، وجلس بجواره. التفت جونكوك نظر إلى جسم تاي العاري بحذر، بينما كان يمرر المنشفة بلطف على جسده. كان يدقق في تفاصيل جسد تاي الجميل، تلميحات دقيقة من الانحناءات والعضلات التي لم يكن ينظر إليها من قبل. حاول أن يبقي نظراته محتشمة، عازمًا على عدم السماح لأي شك في نواياه.

"كيف تشعر الآن؟" سأل جونكوك بقلق وهو ينظر إلى تاي.
لم يكن يريد أن يظهر مدى تأثره بما حدث، ولكن نبرة صوته كانت تكشف عن توتره العميق.

ۛ ּحۡــب مۘــحۡــڕمۘ TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن