15_بداية العلاج

19 4 10
                                    

أخيرا، أشرقت شمس الصباح تمحو بضيائها كل ظلمة إكتسحت المنزل سابقا. والأن كل نائم يستيقظ، لكنه لم يتم إطلاقا.

حسنا هو يعاني من فرط التفكير الزائد عن اللزوم، لدرجة أنه لم ينم الليلة بطولها. والأن يجاهد كي يبقي كلا عيناه مفتوحين دون إغلاقهما ولو لدقيقة، فالنوم محارب خطير يغيب في الليل لتبقى مستيقظا بسببه في الصباح... يتجبر عليك فارضا نفسه بقوة وشعور مريح يذهب العقول والوعي.

إستقام من فراشه مخدر الجسد والعقل، ثم سار بخطى متعثرة نحو الباب، إلا أنه وبمنتصف الطريق وجد إصبعه لصغير يرتطم بحافة المكتب المجاور للباب، كي يصب عليه ألما لا يطاق إنتقل لكامل جسمه.

وهاهو عزيزنا فهد تتيقظ حواسه كليا ليمسك قدمه يقفز في الأرجاء يردد كلاما غير مفهوم. حتى وجد نفسه مرة أخرى يصطدم ضهره بحافة السرير أثناء تجوله العفوي فيسقط عليه.

هذا الصباح!... لا بد وأنه نذير خير وراحة!

وإنصياعا لتعبه أغلق عينيه ببطئ فتلاشى شيئا فشيئا عن هذا العالم يسحبه النوم لكوكب أخر... قد يكون أجمل من كوكب زمردة، من يدري.

_"فهد، فهد إستيقظ"

لمسات قوية شعر بها على غفلة وهو يتقلب في سريره بكسل. من هذا الذي يجرؤ على إيقاظه!؟ أخذ يلف بطانيته حول نفسه بإنزعاج يغلق عينيه بقوة يتوعد من يوقظه بالضرب فور أن يصحى. ليسمع ضحكات عالية بجانبه. إنه زياد.

وفورا، جلس يستقيم في جلسته يفتح عيناه بقوة

_"مهلا لما أنا في سرير ناعم؟"

ياللروعة، ذكرياته إختفت إثر مفعول النوم. ليضحك زياد بصوت عال. هل يعتقد أنه مايزال في السجن؟!

وفورا وضع فهد رأسه بين يديه يحاول السيطرة على ألم رأسه، نغزات مرعبة تلسعه بقوة، يشعر كأن برقا يضرب في رأسه والذي يكون عمودا أو شجرة كبيرة.

مهلا، لقد خرجت من السجن ويريد الإنتقام من زياد، فما الذي يفعله في غرفته؟ هل يحاول قتله؟.

_"ما الذي تفعله في غرفتي يا هذا؟"

ومرة أخرى كان هذا الأحمق فهد يهذي بكلام أخرق، ليزداد صوت ضحكات زياد في الغرفة. أخاه في الصباح يبدو وكأنه تعاطى كل أصناف الكوكايين الموجودة، تشعر أن سطل سجائر لن تكفيه كي يتكيف ويسترد عقله، يكاد يشك أنه شرب البارحة شيئا.

_"أخي إسترد عقلك!!"

تكلم زياد يضرب رأس فهد بعفوية، فتوقفت الشقيقة بشكل مفاجئ وهدأ عقل فهد ليسترد ذكرياته من جديد.

ما الذي كان يقوله!!!!

ضرب جبينه بقوة، فقهقه زياد بخفة يمسك يده ليردف

_"هيا بنا يا أخي"

_"ما الذي سنفعله في هذا الصباح الباكر؟"

ظنه صباحا باكرا لأن الستائر كانت مسدولة، فإتجه زياد بمرح ليفتحها، كي تضيئ الشمس الحارقة كل أركان الغرفة.

متاهات وهميةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن