7_مواجهة

53 11 29
                                    

نسيم خفيف يهب بين الفينة والأخرى، يزيد الجو برودة عن البرودة التي هو عليها، صمت وهدوء شديدان جعله يشعر بإنعدام الأمان، لكنه إستطاع إخفاء كل توتره أسفل ملامحه الباردة.

وضع يده داخل جيب بنطاله يتفقد كاتم الصوت بالمسدس ويثبته جيدا. فرغم أن القصر بمنطقة تتميز بقلة قاطنيها، كونها تطل على البحر ولا يسكن بها إلا أصحاب النفود، الذين لا يستعملون بيوتهم هنا سوى للتمتع بعطلتهم الصيفية، إلا أن الحذر واجب. تلفت فهد يمينا وشمالا يتأكد من عدم وجود أي شخص قريب من المكان، ليصرخ بصوت عالي

_"أين تختبئ أيها الجبان"

لكن لاشيئ حدث، فإبتسم الأخير بوسع، وإستدار يسلك خطواته إلى داخل المنزل. حتى أحس بشيئ يمر من أمام أذنه بسرعة. ليعيد الإستدار ثانية، غير أن هذه المرة وجد زياد يطالعه بإبتسامة ومسدسه بين يديه. فأصبحا متقابلين. ليسأله زياد متصنعا الجهل

_"هل ترتدي دروعا يا أخي؟"

_"لا، أنا رجل حديدي مضاد للرصاص"

ضحك زياد وأردف من بين ضحكاته

_"حقا؟، مذهل، وأنا رجل ناري"

تجاهل فهد كلامه يخرج مسدسه بسرعة، ليطلق بجانب أذن الأخر، يرد له ضربته. فتجاوزته الرصاصة لترتطم بالأرض. فتوسعت عينا زياد بدهشة، لكنه سرعان ما عاد لإبتسامته المستفزة التي لا تغادر وجهه.

_"في طفولتك كنت تريد أن تغدو شرطيا، لكن يبدو أن سنوات السجن غيرتك لتصبح مجرما."

_"قد لا أستطيع أن أصبح شرطيا، لكن بإمكاني على الأقل تخليص العالم من أمثالك المجرمين"

_"يبدو أن هناك سوء فهم يا أخي، فأنا بريئ تماما في القانون. بالمناسبة يمكنني أن أحقق حلمك إن ترجيتني، أليس الإخوة بعضهم لبعض سند وعون، إنها كلماتك"

برزت عظام فك فهد وإصطكت أسنانه ببعض دليلا على الحنق.

_"لا تنطق هذه الجملة مرة أخرى"

_"لملذا؟، ألست أنت من كان يردد هذه الجملة على مسامعي طوال الوقت وتوصيني بتذكرها دوما؟"

_"أكرهك بكل نقطة في الكلمة"

_"هل أنت غبي؟، لا توجد نقاط بكلمة أكرهك"

_"هذا أخر تحذير لك. لا تحاول الإقتراب مني"

هم فهد بالدخول للمنزل، إلا أن رصاصة مرت من أمامه أوقفته

_"وإلا ماذا ستفعل؟ألا ترغب أنت بإنتقامك؟ ها أنا أمامك، إحصل عليه. "

_"ما الذي سأستفيده من إنتقام سأتضرر منه؟"

_"هل أنت خائف؟"

إنعقد حاجبا فهد وإشتعل غضبه، فإقترب من زياد بخطوات سريعة وأمسكه من ياقته بقلة صبر. ثم لكمه لوجهه

_"أرأيت يا أخي؟. مهما تظاهرت بالقوة، فأنت ضعيف أمامي"

_"ما هذا الذي تقوله؟"

_"الضعيف دائما من يقود حديثا بالأفواه إلى صراع بالقوة. وأنت لم تستطع تحمل كلماتي، فلربما لها وزن ثقيل عليك. لذا إتجهت لضربي كي تخرسني."

حين إنتهى من كلامه، صفع يد فهد من على ياقته، وإبتسم بإسفزاز ليكمل

_"بالمناسبة، لم أرك تطالب بحقك في شركة والديك"

_"أنا أعلم بالفعل أننا سنتقاسم إدارة الشركة دون أن يتم تقسيمها"

_"إذا؟ ما لي أراك غير مهتم بالموضوع؟ هل تود تركها لي؟"

_"مستحيل!. غدا ستراني أجلس بمكتب الرئيس"


End of the part

رأيكم؟
الفصل مليئ بالحوارات عكس الفصول الأخرى 😃
الأحداث؟
توقعاتكم؟

متاهات وهميةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن