الحلقة الرابعة

85 8 2
                                    

الحلقة الرابعة
غصون في مهب الريح
عبير سليم
............   
جالسا في انتظارها لقد طال شوقه إليها ينظر في ساعة يده كل ثانيه و يعيد الإتصال بها كل دقيقه و لكن بلا فائده : أين هي إذن و لما تأخرت كل هذا القدر
يالله حتما سأجن بسبب تلك الحمقاء
يعيد الإتصال فيعطيه جرس فيحدث نفسه بصوت عال : ردي يا زفته وربنا لو مارديتي لحرنك علقه
فجأة ينتبه إلى صوتها من خلفه : واهون عليك تضربني
يلتفت لها وهو ينتوي لها شرا ولكنه يتسمر و تصيبه الدهشه مما يراه أمامه يفتح عيناه ويغمضها فتضحك عليه : هههههههه حبيبي مالك
يمسك يدها و هو ينظر لها بإعجاب شديد : إيه ده إيه القمر اللي انا شايفه ادامي ده
فترد عليه باسمة : بجد يعني شكلي حلو كده
يلتمع بعينه حبه وعشقه الشديد لها : حلوة دي كلمه قليله أوي الله أكبر عليكي أقسم بالله بدر فليلة تمامه
يقبل عليهم الأصدقاء وهم فرحين لها : الف مبروك يا وعد ربنا يثبتك يا رب
وعد : الله يبارك فيك يا كريم
أمل وهي توجه كلامها لضياء : أهم حاجه عاوزة اعرف رايك في لون الحجاب والدريس عشان ده زوقي صح و اللا لاء با ست وعد
وعد : بصراحه آه دوختها وتعبتها معايا امبارح و الله طول اليوم بنلف عالطرح و الدريسات
ضياء: شكرا يا أمل عقبال مااتعبلك يوم فرحك
هيا و كريم يبصوا لبعض ويبتسموا 
يوجه كلامه لوعد : بس انا بردو عاوز أعرف مبترديش عالتليفون ليه
وعد : نسيته في البيت والله
ضياء: وإيه اللي خلاكي تنسيه حضرتك
وعد :طول الليل كنت قاعده عالبحث
عشان اخلصه واسلمه للدكتور فراحت علية نومه و طبعا اخدت وقت فلف الحجاب فحطيته فالشاحن و نسيته و نزلت افتكرت وانا في الطريق
ضياء : طب ياللا نطلع نسلم البحث سوا
كريم : لاء حضرتك حتديها البحث بتاعك تطلع تسلمه مع بحثها عشان أنا و هيثم عاوزينك فحوار كده
ضياء : امل اطلعي معاها
أمل : حاضر يا سيدي قدامي يا همي
تصعد امل مع وعد على الدرج ولكن تستوقفهما إحدى الزميلات فتتركهما وعد يتحدثان و تصعد هي لأستاذ الماده لتسليم البحثين
تطرق على الباب و تدخل تلقي عليه التحيه
صباح الخير يا دكتور
يرفع لها وجهه و يخلع النظاره الطببه عن وجهه و ينظر لها بإعجاب شديد : وعد تعالي يا وعد
تقف أمامه و تقدم له البحثين : اتفصل حضرتك بحثي و بحث ضياء
الدكتور و هو يأخذ منها الأبحاث: طب اقعدي
تجلس أمامه و يبدأ يتصفح أوراق البحث : تمام ياوعد
مبروك عالحجاب
وعد : الله يبارك في حضرتك يا دكتور يوسف
الدكتور : بصي انتي ماشاء الله عليكي طبعا قمر بس الحجاب بصراحه خلاكي قمرين
تنظر في الأرض حرجا منه : شكرا يا دكتور ربنا يخليك
الدكتور: بس مش عارف ليه حاسس إن في سر ورا الحجاب
وعد : سر إيه يا دكتور مفيش حاجه طبعا انا عاوزه اتحجب و ابقى ملتزمه
الدكتور بابتسامه : برافو عليكي خطوة ممتازه بس بصراحه شامم ريحة ضياء في الموضوع
وعد : هههههههه ضياء
الدكتور : طبعا المجنون اللي كل شويه لازم ينسحب منه الكارنيه بسبب خناقاته و اللي اكترها بيكون بسبب غيرته عليكي و اللا انتي ناسيه اني وقفت معاه اكتر من مرة قبل كده
وعد : لا طبعا يا دكتور عمرنا ما ننسى مواقف حضرتك معانا ربنا يخليك لينا يارب
بص هو بصراحه أيوة هو نفسه إني اتحجب من زمان و انا والله كنت ناويه بس كنت مأجلاها شويه فقلت خلاص اتوكل على الله عشان ربنا يوفقني في حياتي
الدكتور : ربنا يثبتك وعد : يارب
دكتور هو انا ممكن أسأل حضرتك عن حاجه
الدكتور: اتفضلي
وعد : أصل يعني حضرتك في التلت سنين اللي فاتوا كنت بتعاملنا كويس السنه دي حضرتك يعني بصراحه حسينك مش طايقنا هي دفعتنا زعلت حضرتك في حاجه
الدكتور: لاء طبعا يا وعد مفيش الكلام ده بس يعني تقدري تقولي أن عندي شوية لغبطه فحياتي فأثرت علية وده اللي خلاني اتعامل معاكم كده طبعا انا عارف ان ده مش صح و المفروض افصل بين حياتي و بين شغلي بس ده اللي حصل
وعد :دكتور انا اسفه والله إني بتدخل فحاجه متخصنيش بس حضرتك الدفعه كلها بتحبك أوي وبتحترمك و احنا خلاص كلها كام شهر وحنتخرج ان شاء الله و ممكن منتقابلش تاني وكل واحد حيشوف حياته و يشق طريقه و حضرتك كمان حتشوف طلبه جداد و حتنسانا فعاوزين كلنا نسيب المكان ده واحنا بيننا حب و احترام و بعدين لو عالمشاكل فكل واحد فينا وراه حكايه و كلنا بنحاول نتأقلم و ننسى اللي احنا فيه عشان نقدر نكمل حياتنا وأيا كان اللي مضايق حضرتك فصدقني ان وجود حضرتك بين الطلبه بتوعك و فرحتهم بيك كافي انه يشيل اي زعل من جواك انا بعز حضرتك والله يا دكتور وانا عن نفسي كنت زعلانه وبقول دكتو يوسف ماله قلب علينا ليه فياريت حضرتك متزعلش تلاميذك انا اسفه والله إني بتدخل في شئ ميخصنيش بس دي حاجه كانت جواية و كان نفسي أقولها لحضرتك
يوسف و هو ينظر لها بإعجاب شديد: متقوليش كده يا وعد انتوا تلاميذي و اخواتي الصغيرين واكبد طبعا مكنتش أقصد أزعلكم انتوا كلكم تعزوا علية وانتي بالذات ليكي معزة خاصه عندي
وعد : أنا
الدكتور : أيوة انتي و اللا نسيتي لما فمرة نسيت ادام الجامعه باب العربيه مفتوح و العربيه كان فيها شنطتي وأوراق مهمه جدا و الموبيل و كل ده كان ممكن حد ياخده و معرفش ارجعه وانتي جيبتيهوملي لحد عندي
وعد : اي حد مكاني كان حيعمل كده يا دكتور
الدكتور: في الزمن ده مظنش بقولك إيه معاد المحاضره جه ياللا اتفضلي بقى  من غير مطرود عشان أنزل ليكم
وعد : حاضر يا دكتور عن إذن حضرتك
تتجه وعد ناحية الباب بينما هو يتابع أثرها بوجه باسم و يلملم أوراقه و يضعها في الحقيبه و يستعد للنزول إلى الطلاب
تنزل على الدرج سريعا فتجده امامها كنتي فين يا هانم كل ده
وعد : كنت عند الدكتور و الله
ضياء : كل ده عنده ليه ان شاء الله
وعد : ضياء ارحمني بقى شويه مش كده
ضياء : طب انجري ادامي
وعد : حاضر
تتمتم ببعض الكلمات
ضياء : بتبرطمي بتقولي ايه
وعد : ولا حاجه اديني انكتمت اهوه
يجرها من يدها و يدخلان القاعه و يجلسها بجواره
بعد قليل يدخل المحاضره و يلقي عليهم التحيه و ينظر لهما و هما يتشاجران و يبتسم عليهما و يبدأ في إلقاء المحاضره والجميع منصتون له
وبعد االانتهاء من الشرح يتحدث إليهم طبعا كلكم زعلانين من تغييري المفاجئ معاكم السنه دي مش كده
يصمت الجميع
انا عارف من غير ما تتكلموا بس اوقات في حاجات بتحصل فحياتنا بتكون خارجه عن إرادتنا بتوترنا و بتأثر على تصرفاتنا بس طبعا المفروض إنكم تكونوا فاهمين إني استحاله اضركم ابدا احنا مع بعض من سنه أولى وان شاء الله السنه دي حتكون اخر سنه ليكم و مش عاوز اي حد يكون زعلان مني
يردون بصوت عالي منقدرش نزعل من حضرتك يا دكتور
الدكتور: طب ياريت بقى اللي مسلمش البحث يسلمه عشان ياخد درجاته
تلتقي عينه مع عين وعد فيبتسم لها و يخرج من المحاضره
....................
بمنزل غصون حيث يأتى اليها المدرسون لإعطائها دروسها بالبيت و بالتأكيد أن فريده لن تتركها
فهمتي يا غصون
غصون : أيوة يا مستر
المستر: غصون لو مش فاهمه قولي واعيدلك تاني
غصون : فهمت و الله
المستر: وانتي يا فريده فهمتي
فريده : أيوة طبعا يا مستر
المستر : تمام يبقى اتفضلوا جاوبوا عالامتحان ده على ما اشرب القهوه
ينتهيان من حل الامتحان و يصححه لهما و يستئذن و ينصرف
فريده : مالك يا غصون تعبانه
غصون: حسه بشوية زغلله فعنيه
تأتي هبه : سلامتك يا حبيبة ماما بابا حجزلك عند الدكتور و حنروحله بالليل ان شاء الله يا حبيبتي
فريده: انا حاجي معاكم
هبه : لا ياحبيبتي انتي كفايه عليكي كده احنا تعبناكي أوي انا و عمك محمود حنروح معاها ولمت نرجع حخليها تكلمك تطمنك
انا حجيبلكم بقى تاكلوا
غصون : مليش نفس يا ماما مش عاوزة آكل
هبه : غصون لازم تاكلي يا حبيبتي عشان علاجك الله يخليكي
فريده : لو مأكلتيش مش حاكل
غصون : لاء خلاص حاكل
تحضر لهما الطعام و يتناولان الطعام سويا ثم يأتي زين و يتصل على ابنته و تقبل صديقتها و تنزل له و تخبره عن حالها و ما تعانيه جراء ما حدث لها فيطمئنها والدها بأنها فتره و ستمر على خير
تمر الأيام و تبدأ غصون صحتها في التحسن
فيطلب منها زين أن تأتي إلى فيلته يوم الجمعه و سوف يذاكر معهما كما وعدهما قبل سابق 

غصون في مهب الريح بقلم عبير سليم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن