الفصل السادس و العشرون: تحت و فوق الطاولة

95 6 61
                                    

ياسمين كانت مسجونة في زنزانة باردة ومظلمة، حيث كانت يدها اليمنى مقيدة بسلسلة ثقيلة مثبتة.

الجدران كانت تكسوها طبقة من الطحالب، ورائحة العفن والرطوبة ملأت المكان.

الضوء الوحيد كان يتسرب من فتحة صغيرة في السقف، ملقياً بظلالٍ شاحبة على وجوه الرفاق.

رفعت ياسمين عينيها المتعبتين ببطء، محاولة تمييز رفاقها من خلال الظلام.

استطاعت أن ترى مرام، لؤي، وناصر، مقيدين هم أيضاً بسلاسل مماثلة.

الصمت الذي كان يلف الزنزانة كان يقطعه فقط صوت الأنفاس الثقيلة والخافتة لكل واحد منهم.

و بدأت أصوات الناس البعيدة قليلاً تَنسَمِع تدريجيًا.

جاءت همسة ميمي، وهي تحاول السيطرة على خوفها: "أين نحن؟"

ياسمين، بفضل خبرتها وحدسها الذي لم يخنها من قبل، أغمضت عينيها للحظة، واستنشقت الهواء بعمق. كان الهواء مشبعاً برائحة ملح البحر، وسمعت من بعيد صدى أصوات النوارس.

فتحت عينيها وقالت بهدوء وثقة: "نحن في مدينة ساحلية، وتحديداً بالقرب من مركز الجمارك..."

ناصر، الذي كان لا يزال يحاول إستيعاب الوضع، سأل بإرتباك: "كيف عرفتِ ذلك؟"

ياسمين نظرت إليه بعينين جادتين وقالت: "رائحة الهواء مالحة، مما يعني أننا بالقرب من البحر. أيضاً، يمكنني سماع أصوات النوارس، وهذه الطيور تتواجد عادة في المناطق الساحلية. وبالنظر إلى الصخب الناس في الخارج، أعتقد أننا قريبون من مكان نشط، ربما يكون مكاناً لتبادل السلع."

ميمي، التي كان الخوف واضحاً في صوتها، سألت: "إذن؟"

ياسمين، التي بدت أكثر ثباتاً من الجميع، نظرت حولها قبل أن تقول بصوت منخفض: "غالباً، نحن في صندوق ضخم مخصص لبيع العبيد."

الخوف استقر في قلوبهم مع كلماتها، وكأنهم بدأوا يدركون حجم الخطر الذي هم فيه.

أهلا بك في وادي التائهين

1

في مكان بعيد، داخل قلعة مظلمة تطل على جبال شاهقة تغمرها السحب الداكنة، كانت إيلين تجلس في غرفة ضخمة مزينة بأثاث فاخر، لكنها معتمة وكئيبة.

كانت النافذة الكبيرة خلفها تكشف عن منظر رهيب للوديان والغابات الممتدة بلا نهاية.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 28 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

وادي التائهينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن