**الأحد الأول من ديسمبر، الساعة التاسعة صباحًا**لم يغمض لي جفن طوال الليل
كيف يمكنني النوم وأنا أراه يتصبب عرقًا ويرتجف في نومه من الكوابيس التي تلاحقه؟بقيت إلى جانبه، ممسكًا بيده، أهمس له كلمات تهدئ من روعه
تمنيت لو أستطيع أن أنتزع تلك الكوابيس من أحلامه وأمنحه الراحة التي يحتاجها
واصلت السهر بجانبه، أغير له الضمادات حتى لا يصاب بنزلة برد بسبب مناعته الضعيفة، إلى أن انبثق ضوء الصباحاستقمت على عجل، واغتسلت بسرعة، خشية أن يستيقظ ولا يجدني بجانبه
ارتديت قميصًا أسود وبنطالًا رياضيًا دون أن أعبأ بتجفيف شعري، ثم خرجت من الحمام لأجده جالسًا على السرير، شعره مبعثر، وعيناه شاردتان في أفكارهاقتربت منه بحذر، وجلست بجواره على حافة السرير، وبدأت أمسد شعره الناعم
انتشلته لمستي من أفكاره لينظر إليّ بنظرة فارغة ضائعة، نظرة كانت كالسهام تخترق قلبيبهدوء بدأت في كسر الصمت الذي كان يحيط بنا
"ما رأيك أن تذهب لتغتسل بينما أحضر لنا الفطور؟"لم أتلقَ ردًا سوى محاولته النهوض من السرير، ليخرج من الجهة الأخرى، وسمعت صوت صرخة مكتومة وهو يمسك بخاصرته
هرعت إليه، أمسكت بوجهه وسألته بقلق
"ما بك؟"هز رأسه بالنفي وبدت ملامحه متجعدة من الألم، ودموعه تنهمر دون أن يستطيع إخفاءها
همست إليه بصوت هادئ ومطمئن
"إنه أنا، تشانيول. لا تخف، دعني ألقي نظرة، أعدك أن أخفف الألم"رفعت قميصه بحذر لأتفحص ما به، وأغمضت عيني للحظة في محاولة للسيطرة على هيجان مشاعري، فقد وجدت جانب بطنه مغطى بكدمة كبيرة
رفعت رأسي لأجده يلتفت بنظره إلى الجهة أخرى، ويداه تشدان على غطاء السرير في محاولة لاحتواء ألمه، لأقول له
"الإسعافات الأولية في الحمام، ما رأيك أن نذهب لنهتم بجرحك قبل أن تأخذ حمامًا؟"هز رأسه موافقًا، رغم الألم الواضح على وجهه
كنت أشعر بمعاناته تلتهمنيحملته إلى الحمام دون أن يعترض، وأجلسته على حافة المغسلة، ثم أخرجت المرهم من صندوق الإسعافات
نظرت إليه لأتأكد من موافقته قبل أن أبدأ بفتح أزرار قميصه
ورغم أنه لم يعترض هذه المرة، إلا أنني حرصت على التركيز على جانب جسده المتأذي، متجنبًا النظر إلى أي مكان آخربدأت بوضع المرهم على الكدمة، فسمعته يهسهس بتألم، فأحادثه بلطف محاولًا تشتيته عن الألم
"والدتك لم تتوقف عن الاتصال، أخبرتها أنك متعب وسأوصلك إليها عندما تستيقظ لأنها كانت قلقة عليك"