كان نسيم ديسمبر البارد يتسلل بلطف عبر النوافذ، ليضيف هدوًا إلى الغرفة المغمورة بإضاءة خافتة
حيث الجميع منشغلون بتجهيز المكان، بينما طاقم التصوير يضبطون الكاميرات والإضاءة بعناية استعدادًا لجلسة التصويرخرج من غرفة الملابس، يرتدي طقماً أحمر فاقع اللون، يمشي بخطوات واثقة وهو ينحني برأسه تحية لطاقم العمل
أرشدته إحدى العاملات إلى كرسي أمام الكاميرات الكبيرة
جلس هناك حيث كانت الخلفية بيضاء تماماً، مما جعل ألوان الطقم تتباين بشكل مذهلبدأ بالتنقل بين وضعيات مختلفة أمام الكاميرا، حيث أشاد المصور بمهارته، مشيراً إلى أن تحركاته الطبيعية تنتج صوراً آسرة
"بيكهيون كما هو متوقع"، قالها المصور مبتسماً
استمرت الجلسة لساعات، ولم يشعر الأصغر بها بالوقت
كل ما أدركه هو أنه دخل إلى الشركة في ساعات الصباح الباكر، وعندما انتهت الجلسة كان النهار قد شارف على الظهيرةجلس في المقعد الأمامي لسيارة الجي كلاس السوداء، عينيه مغلقتان، مسترخياً بعد ساعات طويلة من العمل
كانت حارسته الشخصية تقود السيارة بجواره، بينما الصمت يخيم على الأجواءكسرت دانبي الصمت أخيراً، قائلة بهدوء بينما كان نظرها مركّزاً على الطريق
"هل ودّعت الجميع؟"تنهد الآخر بتعب، وعبوسه كشف عن حزنه وإرهاقه
"نعم... كدت أبكي عندما رأيت الحزن على وجوههم. سأشتاق إلى كل شيء، حقاً"مرّت خمس سنوات على زواجه من تشانيول، وكانت تلك السنوات مليئة بالتركيز على حياتهما الشخصية والزوجية
طلب بيكهيون تأجيل فكرة إنجاب الأطفال لبعض الوقت ليتمكن من الاستعداد النفسي والجسدي، خصوصًا كونه ثنائي الجنس. لم يعارض زوجه أي من رغباته، مانحاً إياه حرية اتخاذ هذا القرار الكبير
ابتسمت دانبي تلك الابتسامة الماكرة التي لطالما استفزت الأصغر
"والآن بعد أن قررت أن تأخذ إجازة من العمل، هل يعني ذلك أنني أصبحت حرة منك أخيرًا؟""نونا، أنتِ حرفيًا تعرفتِ على شريكتك بفضلي! والأدهى من ذلك أنكِ كنتِ مدللة في العمل معي!"
ضحكت دانبي بخبث وقد نجحت في استفزازه مجدداً
"أه، وأخيراً سيكون لديّ وقت أكثر لسون""على أي حال، أوصليني إلى المستشفى الخاص. لدي موعد، ولا أعتقد أنكِ نسيتهِ، أيتها العاشقة"