P11; يَوْمُ ممطر

330 23 159
                                    




تحت السماء المظلمة المثقلة بالغيوم في ساعة متأخرة من الليل
انعكست أضواء النيون من واجهة نادي "القمر الليلي" على وجوه المارة والسيارات المتوقفة

وقف الهواء البارد كأنما يحمل معه رهبة الليل
بينما كانت دانبي متكئة على الحائط المقابل، وعيونها تلاحق سون بنظرات حادة مليئة بالاستنكار

"لماذا تنظرين إليّ بهذه الطريقة؟"
قالت سون ببرود، تقلب عينيها بتجاهل، كما لو كانت تستهين بردة فعل دانبي التي بدت مبالغًا فيها

سون، وهي ترفع حاجبيها بتعجب، التفتت فجأة عندما سمعت صوتًا يناديها من الخلف

"لماذا غادرتِ فجأة؟ لنكمل الاستمتاع!"
نطق الشاب بلغته التايلندية، التي لم تفهمها دانبي، لكن نبرة صوته وطريقة وقوفه بجانب سون جعلا الموقف أكثر غموضًا وثقلاً بالنسبة لها

عندما رأت دانبي كيف حاول الشاب جرّ سون من معصمها بالقوة
عقدت حاجبيها بحدة

ملامح الرفض والاستياء كانت واضحة على وجه سون، التي حاولت تحرير معصمها بعناد، لكن قوتها لم تكن كافية
في تلك اللحظة، لم تتردد دانبي ولو لثانية واحدة، وأطلقت قبضتها المدربة نحو الشاب

سقط الشاب على جانبه، يئن من الألم، ممسكًا بوجهه بيد مرتعشة
صرخ بكلمات غير مفهومة بالنسبة لدانبي، لكنها لم تهتم
انحنت على ركبة واحدة بجانبه، وأمسكت بفكه بقوة
عيناها تشتعلان بالغضب

"تجرأ على لمسها مرة أخرى أيها الحثالة"
همست ببرود في أذنه، مستخدمة الإنجليزية بإتقان، مشددة على كل كلمة كما لو كانت تطعنه بها
ثم بصقت على وجهه باستحقار قبل أن تقف باستقامة وتعيد ترتيب ملابسها كما لو أن شيئًا لم يكن

نظرت إلى سون، التي كانت واقفة في مكانها، مبهوتة من الصدمة
بخطوة سريعة، أمسكت دانبي بمعصم سون وسحبتها بعيدًا وهي تبحث عن تاكسي

"إلى أين تأخذينني؟"
سألت سون بهدوء، بينما لم تحاول سحب يدها من قبضة دانبي الدافئة

"أبحث عن تاكسي ليأخذنا إلى حيث تريدين، بما أنني ليس لدي مكان أذهب إليه هذه الليلة"
أجابتها بصوت هادئ ، وهي تلوّح بيدها لإيقاف التاكسي

عندما توقفت السيارة، فتحت دانبي الباب
ودخلت سون أولاً إلى المقعد الخلفي
بعد أن جلست بجانبها، أبعدت دانبي يدها بهدوء، وانطلقت السيارة

عند وصولهما إلى المنزل، فتح الباب تستقبلهما امرأة ذات جمال هادئ
ورغم آثار السنين على ملامحها، بدت شابة
شعرت دانبي بالدهشة من التشابه بينها وبين سون، مما جعلها تفترض أنها والدتها

APRICITYحيث تعيش القصص. اكتشف الآن