بينما كان تشانيول يتناول الإفطار مع بعض سكان الجزيرة، تجاذب أطراف الحديث معهم، ولاحظ الترحيب الحار منهم
فقد عرفوه وأحبوه بفضل علاقة نائب مدير شركته بأهل الجزيرة
كان الجو دافئًا رغم تساقط المطر، والرائحة المنبعثة من الأطعمة الطازجة تنسجم تمامًا مع الأحاديث المفعمة بالضحكاتفي تلك الأثناء، استيقظ بيكهيون ببطء على صوت المطر الخفيف وهو يعزف على سقف الكوخ الخشبي
كان جو الجزيرة في نوفمبر باردًا ولطيفًا، والضباب يلتف حول الأشجار كأنما يحتضنها
مد يده ليتحسس الفراش بجانبه، لكنه لم يجد زوجه
نهض من فراشه مع شعوره بالبرد الخفيف يتسلل إلى جسده، ووجد ورقة صغيرة بجوار السرير، قرأها وابتسم لنفسه'عزيزي، أهل الجزيرة دعونا إلى الفطور. تعالَ بعد أن تستيقظ
ولا تنسَ المظلة! أحبك'بعد إتمام روتينه الصباحي وترطيب بشرته بعناية، ارتدى ملابس دافئة وقرر ارتداء سترة تشانيول تحت معطفه، لتمنحه شعورًا بالراحة
أخذ المظلة التي كانت موضوعة بالقرب من الباب، وخرج من الكوخكانت الجزيرة هادئة بشكل لا يُصدق،
وكأنها تحتضن زوارها برفق تحت المطر
بدت الأكواخ القليلة المنتشرة هنا وهناك كأنها تتعانق مع هذا الجو الشتويسار الأصغر ببطء، متفحصًا التفاصيل من حوله
كانت الأرض مبللة، والأشجار تتمايل برفق مع الرياح
وبينما كان يسير، لمح كوخًا أكبر حجمًا بدأ وكأنه مطعم،
من خلف نوافذه الضبابية رأى الحركة في الداخلاقترب، طوى المظلة ووضعها بجانب الباب، ثم فتح الباب ودلف إلى الداخل
لفت نظره دفء المكان والروائح الشهية التي تملأ الأجواء، وكان صوت الأحاديث الهادئة يسود المكانبحث بعينيه بسرعة عن تشانيول بين الحاضرين، إلى أن وجده يجلس مبتسمًا، يتحدث مع السيدات من أهل الجزيرة بكل راحة
قطب حاجبيه قليلًا عندما لاحظ أن الآخر يبدو وكأنه يفهم اللغة التايلندية ويردّ عليهم بطلاقة
تسأل بينه وبين نفسه بدهشة "منذ متى؟" وهو يراقب شريكه بابتسامة خفيفةالتفت تشانيول فجأة وكأنه شعر بوجوده
ما أن التقت أعينهما، حتى نهض من مقعده على الفور وابتسامة عريضة تعلو شفتيه. توجه بسرعة نحو زوجه الصغير، مدَّ يده وأمسك بكفه برفق وسحبه إليه"هل نمتَ جيدًا؟" سأل تشانيول بصوت دافئ وابتسامته لا تفارقه
ثم رفع يده الأخرى ليمسح بإصبعه على خد الأصغر بحنان، لامس بشرته الدافئة بحبٍ واضح، وكأنه يطمئن أنه بخير