(٦) ( خُسارة مُؤلِمة )

216 26 2
                                    


( ٦ ) ( خـسـارة مُؤلـمـة )

فما ضاق الكلامُ بنا ولكن...
وجدنا الحزنَ أرخصه الكلامُ...

- إيليا أبو الماضي

•••

تجمد «يوناثان» في مكانه وهو ينظر إلى جثة «جواد» المُلقاة على الأرض في صدمة شديدة وقد سقط سلاحة الذي كان يحمله بيده على الأرض من شدة الصدمة والحزن بعد أن بدأت تتساقط أولى دموعه على وجنتيه قائلاً بصوت خرج منه بصعوبة وهو يتخذ أولى الخطوات بإتجاهه :
- لـ.. لا لا يا جـ.. جواد.. أوعى تعملها.. أنا مليش غيرك...

جلس على الأرض بجانب جثته وهو ينظر إليه ثم مد يده واخذه ووضع جسده على ركبتيه وظل يبكي وهو يمعن النظر إلى وجهه لم تستطع «مارينا» فعل أي شيء سوا الوقوف وهي تنظر في صمت شديد حين بدأت دموعها تنهمر على وجنتيها تنظر إلى جثة «جواد» وبكاء وصراخ «يوناثان» الذي ظل يبكي بكل حرقه قائلاً وهو يصرخ بصوت عالي من شدة الحزن على فقدانه :
- آه يا جواد آه!!!!!

لم يتخطى إلى الآن ما قدر رآه «سيف» وقد جمع جميع الحُراس مع ذلك القناص ثم وجه حديثه للقناص قائلاً :
- السبب الوحيد إنك لسه عايش هو إني مستني الخبر من عند الطبيب الشرعي عشان نعرف إذا خرجت الرصاصة من سلاحك ولا من سلاح ديميت!!

رد القناص قائلاً وهو ينظر باتجاه الأرض احتراماً وخشيةً من «سيف»:
- يا فندم أ.. أنا متأكد إنها مخرجتش من سلاحي...

نهض «سيف» من مكانه بغضب قائلاً :
- كلها ثواني ونتأكد كلنا سوا.. وإتأكد إنها لو خرجت من سلاحك آخر صوت هتسمعه هو صوت طلقه في دماغك.. أصلاً طاهر جوهر مش هيخلي حد فينا عايش كلنا بسببك إنك مش قادر أتحكم في صباعك اللي هقطعهولك الأول قبل ما أخليك تقابل جواد بيه في الآخره إن شاء الله!!

وقبل أن يُكمِل «سيف» حديثة أتى أحد رجالة حاملاً معه خبر بخصوص الرصاصة التي تسببت في قتل «جواد» فسأله «سيف» قائلاً :
- ها؟! عرفت ولا لسه ؟!

رد الرجل قائلاً :
- أيوا يا فندم.. الرصاصة خرجت من سلاح قناصة...

لم يكمل الرجل حديثة بعد فأخرج «سيف» سلاحه ووضعه على رأس القناص ثم قام بإطلاق النار على رأسه ليسقط ميتاً.. فأكمل بعدها الرجل حديثة قائلاً :
- بس.. بس يا فندم الرصاصة مش نفس الرصاصة اللي خرجت من سلاح القناص.. دي خرجت من سلاح تاني خالص كان سلاح قناص برضو بس مش سلاحنا...

غضب سيف قليلاً ثم تنهد وقال :
- أنا كان لازم أتعلم الصبر برضو!!

وضع سلاحه على خصره ثم جلس مجدداً وهو يُفكر قائلاً :
- المهم إن الرصاصة مطلعتش مننا وبكده طاهر جوهر ميقدرش يعمل فينا حاجة دلوقتي بس... السؤال هنا مين كان موجود هناك غيري أنا ويديمت وليه؟!!!

نَحنُ عِقاب بَعضُناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن