1: أورينيا

57 13 34
                                    

يُحكى أن مملكة كانت أرضها طافية فوق ما حولها من الأراضي عاش فيها أهلها بسعادة وطمأنينة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


يُحكى أن مملكة كانت أرضها طافية فوق ما حولها من الأراضي عاش فيها أهلها بسعادة وطمأنينة.

جعلتهم المسافة الفاصلة بينها وبين الأرض آمنين من مكائد الأعداء ومطامعهم، ومع ذلك بقي هؤلاء الناس الذين سوَّلت لهم أنفسهم الاستيلاء على المملكة يترقَّبون فرصة سانحة برفقة وحوشهم الزاحفة.

يسيل اللعاب من أفواه تلك التماسيح العملاقة التي تتوق لالتهام ما يقبع هناك من نفوس حية، بينما أسيادهم يتحيَّنون لحظة سانحة لتحقيق أمانيهم الشرهة للسلطة والجاه.

على الجانب الآخر فوق أرض المملكة، وفي قصر الملك تحديدًا، امتلك جلالته ثلاثة أبناء، ولدان وفتاة صغيرة، وقد كانت الصغرى مُهجة قلبه العزيزة، فشبهها بأمها الراحلة جعلها الأقرب لقلبه، فَلم تكن مدللة والدها فحسب بل مدللة القصر بأكمله، لِما للملكة الراحلة من أثر عميق في قلوب كل من تعامل معها.

نشأت تلك الصغيرة ذات الشعر الأخضر وعيون الكهرمان على الترف وتنفيذ جميع مطالبها، ما جعل سنواتها الستة التي عاشتها غير كافية بالنسبة لها.

في يوم ما كان هناك زيارة رسمية للعائلة الملكية لافتتاح قبة فلكية لرصد النجوم، كانت المملكة بحاجة لها لحساب توقيتات الزراعة الأنسب، والتواريخ الفُضلى لحصاد محاصيلهم وثروات أرضهم، لكن الأميرة الصغيرة طلبت طلبًا غيَّر نظرة المملكة نحوها للأبد.

«اجعل تلك القبة باسمي!»

اندهش الملك من مقاطعة ابنته لتلك اللحظة المهمة، وقد اعترض بداية بهدوء على كلامها، بينما أصوات الهتافات تُعمي الناس عن رؤية المشكلة اللائحة في الأفق.

استشاطت الأميرة غضبًا حتى احمر وجهها، ثم صرخت في وجه والدها_الملك_
«أبي! اجعلها باسمي»

توقفت أصوات الهتافات وسكت جميع من كان في حفل الافتتاح.

وأمام تلك الوقاحة التي ظهرت فجأة من ابنته، قرر أن عليه الحفاظ على كبريائه كملك أمام الشعب، فأجاب على ذلك التعالي بما أسكت صاحبه وقطع لسانه.

«تلك القبة سيذهب شرف تسميتها لولي العهد، أما بالنسبة لكِ فأنت مجرد أميرة، احترمي مكانتك ولا تتفوهي بالترهات»

مخطوطة العصافير «مكتملة»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن