ركض طفل بشعر أزرق سماوي نحو منزل صغير بينما البسمة تعلو وجهه، دلف من الباب بينما يخلع حذاءه تحت صدى صوت تحية عمته اللطيفة.
«آشلار...الغداء يكاد يبرد»
دخل ذو السادسة المطبخ ثم جلس بكل حماس منتظرا معرفة ما طبخته عمته.«عمتي، ماذا سنأكل اليوم؟»
ابتسمت له بينما تغرف الحساء في الأطباق.«حساء الخضر، أعرف أنك تحبه»
كان ما يزال مبتسمًا لها، رغم توتره من الداخل كونها لا تعرف أنه يكرهه، لكنه لم يكن أبدًا ليقول أن شيئًا من طبخها لا يعجبه.«هل هناك معكرونة اليوم؟»
وطالما سيحاول تناوله من أجلها فعليه على الأقل إخفاء طعمه بشيء ما، وهذا ما كانت المعكرونة تفعله بالضبط، كانت طريقة والدته في جعله يأكل شيئًا لا يحبه.«اوه! أجل تذكرت، أضيف بعض المعكرونة في الحساء من أجلك...تفضل»
وضعت الطبق أمامه بينما تنهد براحة أنه ليس مضطرًّا لتحمل طعم الخضر وحدها، لذا وقبل أن يبدأ نظر بسعادة لها بينما يشكرها.«شكرًا يا عمتي! متى سيعود عمي أليكس بالمناسبة؟»
توقفت بينما تنظر نحو الساعة على الجدار، كانت تشير إلى الخامسة عصرًا والظلام أوشك أن يحل، في حالات أخرى كان زوجها يتأخر، لكنه اليوم صباحًا أخبرها أنه لن يمكث طويلًا أسفل المملكة، الطريق للأسفل لا تستغرق كثيرًا من الوقت مع وجود بوابات النقل.
لكن منذ فترة بدأت التشديدات الأمنية تكثر عليها، ما جعل القلق يلعب بأفكارها كما لو أن عقلها لعبة بين يديه.
نظرت نحو ابن أخيها الذي بدأ يعيش معها منذ وفاة شقيقها قبل سنة، كان يبدو هادئًا ولا شيء يشغل باله، وكم حسدته على نعمته، لطالما كان سهلًا عليه التعامل مع مصائبه، حتى حينما ماتت والدته لم يبقَ مكتئبُا فترة طويلة وتخطى الأمر بعد أسبوع، وهي التي لا يمكنها تمرير دقيقة دون التفكير في أن كل شيء قد يتداعى في لحظة، بل أقل من لحظة.
«احفظه أرجوك يا ربي»
تمتمت بينما تجلس على الطاولة أمام آشلار، والذي تحدث معها فجأة كما لو أنه كان يسمع أفكارها.«عليكِ التوقف عن القلق قليلًا، خذي الأمور ببساطة لأن الأشياء التي ستحدث ستحدث أيًّا كان مقدار قلقك»
أنت تقرأ
مخطوطة العصافير «مكتملة»
Fantasyفائزة بالمركز الأول لمسابقة الفئات 2025 هي زهرة وحيدة في الشتاء...فَمِن أين لها الأمل؟ حتى تلك المدللة لم تكن تقصد ما تفعله، حين انقلبت حياتها رأسا على عقب بسبب حماقتها تقرر أميرة مملكة أورينيا أن عليها ولو لمرة فعل الشيء الصحيح «قصة جانبية لرواية...