...

15 2 5
                                    

-"هيا لنستقل الدرج "
-" لستَ مضطرا أليكس ، وأنت تدرك ذلك "
-" لا تكوني غبية إنه مجرد طابق واحد "
يبدو أنني كنت مخطئة في حقه إنه فتى لطيف لو لا تلك النظرات التي تلبكني .

وصلنا للطابق الرابع ، استقبلنا الجميع بنظرات غريبة ، إضافة لتلك الفتاة السمراء الطويلة التي جاءت ركضا نحونا
وقبل أن تنبس بحرف رفع أليكس يده مستوقفا إياها
وقال
-" أين ستيفن"
-" إنه في الإجتماع يا سيدي"
-" إذا بعد إنهائه مباشرة أعلميني "
أومئت الفتاة بإيجاب
ثم إستوقفتني وأنا أتبع أليكس
لا أدري لما كنت أتبعه أصلا .
- "توقفي هنا ، من تكونين "
قبل أن أجيبها توقف أليكس دون أن يستدير
-"إنها معي ،لا تتجرئي وتتصرفي بفضاضة مع ضيوفي و إفعلي ماقلته فحسب "
دخل أليكس إلى مكتب فخم .
-"تفضلي بالجلوس آيشا ،ستنهين المقابلة باكراً ونذهب لإنجاز مشروعنا"
لم أنبس بحرف فقط أومأت له بإيجاب 

لحظات وفتح الباب ، رفعت نظري نحوه لأرى ذاك الفتى الصغير زاك ، لمعت عيناي
نهض أليكس بهمجية من فوق الكرسي نحوه مبتسما
-" تعال يابطل عمك "
لكن لم تدم ابتسامته بعد أن رأى زاك يركض نحوي
-" آيثا أنتِ هناا يااي"
-" ماذا يحدث هنا ؟"

في حين علامات الإستغراب واضحة على وجه أليكس ، دخل ستيفن لينظر لعائشة التي تحمل زاك بحضنها ،ترتسم إبتسامة جميلة على وجهه ليقول
-"آسف لجعلك تنتظرين يا قمر "
هنا تغيرت ملامح كل من أليكس وستيفن بينما عائشة إستغربت الأمر للحظات قبل أن يصحح ستيفن الإسم ، ليردف بعده زاك مباشرة
-"إنها ثديقتي آيشا يا أبي وليست أمي كمر "
فهمت عائشة الآن مبدئيا سبب نظرات الحزن
ينهض أليكس ليقفل الموضوع الذي ماكان يجب أن يفتح البتة الآن وفي هذا الوقت .

" الفن هذه الكلمة وحدها كفيلة بإنبات شجرة من الإبداع ، أريد الآن هذا الإبداع "
تكلم ستيفن يرمق عائشة التي وضعت أقلامها على الطاولة ، وقالت : " إبداع من أي نوع تريدني أن أرسم "
-"أريد منك تصميم غرفة لأحد أهم الشخصيات التي ستزور المنتجع "
دار حوار شبه طويل بين عائشة أليكس وستيفن حاولت من خلاله الفتاة أن تفهم شخصية هاته الشخصية التي تكلم عنها ستيفن والتي من خلاخلها ستصمم الغرفة بعد مدة قصيرة كان الهيكل الخارجي للغرفة جاهز قالت عائشة وهي تكمل الرسم
-"أمكما تملك ذوقا رائعا!!"
إبتسم أليكس ونظر لأخيه
-" يبدو أنها أذكى مما ظننت !"
كانت عائشة قد استنتجت الموضوع من خلال الوصف
-" أنتما تصفان شخصيتها كأنكما تصفان ملاكا ، لن يكون الأمر صعبا لتحديد هوية الشخصية المهمة "

بعد ساعة تقريبا:
حمل أليكس زاك الذي كان قد نام على الأرض دون أن ينتبه المنشغلون بتصاميم الغرفة يقترحون الألوان والديكورات ، بينما أخذ ستيفن يتفحص التصميم النهائي للغرفة، وضع التصميم على الطاولة بجانب عائشة وذهب نحو المكتب المقابل، حمل ملفا ما وتقدم نحوهما وقال:
-" هذا هو عقد عملنا ، إقرئيه جيدا ثم وقعي ستعملين في قسم التصميم ،لمدة 3 ساعات يوميا، وستبدئين من اليوم"
قبل أن تتكلم عائشة نطق أليكس
-" ستيفن ستبدأ غدا ، لأنه يجب علينا العمل على المشروع اليوم وأيضا عليها البحث عن بيت "
-" أووه حسنا لا بأس ، أليكس دلها على منزلها الجديد "
منزل ! عن ماذا يتحدث ، كانت تجول علامات استفهام في رأسي حتى تكلم مردفا
- " آيشا سيكون منزلك قريب من الجامعة وأيضا قريبا من هنا ، سيدلكي عليه أليكس وسنخصم كل شهر القليل من راتبك "
أومئت عائشة بإيجاب .
...
...
...
...
...
الساعة الثامنة مساءا أمام منزل أليكس
كان المنزل جميلا بشكل غير معقول ، منزل أشبه بقصر ، نزلت عائشة تجرّ عباءتها ، تتلكلم بالهاتف مع شخص ما .
-" لقد أرسلت لكَ التصميم على الإيمايل الخاص بك يا نوح ، فقط أرِهِ لسمير وسيعمل عليه وأخبره أنني سأرسل المال كل شهر "
كان أليكس يضع يدا على باب السيارة واليد الأخرى أسفل ذقنه ينظر لعائشة بتمعن وهي تتكلم بلهجتها الجزائرية التي أراهن أنه لن يفهم منها حرفا واحدا ، رفت هاتفها من على أذنها و همت بفصل الخط ،
ليأتي صوت من خلفها

-" مرحبا يارفاق "
كانت سرينا التي تكلمت ، جاءت رفقت ماكس وروزي
يحملان أكياس ، تجاهل أليكس لهم واضح ولكن هذا جعله يستفيق من شروده تكلم فجأة :
-" ما هذه اللغة التي تكلمتي بها توًا ومع من ؟!"
فهمت عائشة أنه كان يتكلم معها
فقالت
-" إنه أخي نوح وهذه لهجتي الأم"
...

...

...

...

...

...

...
ت

قدم أليكس  الأصدقاء الثلاثة لكن هذا لايمنع أن يكون كل حرف من ما قالوه في أذنه كان حديث الفتيات يشعره بهيبته ولكن يبدو أن هذا لايشكل أي فرق بالنسبة له كان ذو جاذبية غريبة وكاريزمة خيالية كان شابا بعمر الثلاثة والعشرون23 عاما يملك عدة شهادات من مصمم ديكور ، تكنولوجيا السيارات ، يتكلم عدة لغات منها :إيطالية ، إسبانية ، فرنسية ،  إضافة إلى لغتة الأم ،ويبدو أنه يفكر في تعلم العربية الآن .
فتى هاوي يحب التخييم السباحة ، السفر والطبخ ، دخل علم الطب كتجربة عشوائية في حياته الملحمية، وهو الآن مدير التصميم وشريك مع أخيه في شركة والدهما الذي إعتزل العمل بعد إصابته بالشلل بعد الحادث المروع الذي جعل من عائلة ستيوارت حبات قمح مبعثرة تأكله الدجاجات    الشيئ الذي جعله يكون مصدر للغيرة من البعض والإعجاب هو الجانب الجميل من القصة .
أما عن نفسي فسأجعلكم  تفكرون وتبحثون عن الجانب الجميل في قصتكم .

وقف الجميع حول أليكس الذي رفع قلما وومده لعائشة منحنيا اتجاهها ، يضع يدا فوق الطاولة والأخرى ممسكة بقلم أمام وجهها
-"تفضلي يا ملهمة دورك سيكون تصميم هيكلة المشروع "
ورفع نضره نحو ماكس وقال :
-"سستعمل أنت وروزي على تقديم المشروع ،  سلينا ستكتبين سيناريو التقديم وتعملين على حل أي مشكلة قد نواجهها ، أما أنا سأتكلف يتكاليف  المشروع والمواد الأولية وكذلك مساعدة آيشة في التصميم رغم أنني أعلم أنها لن تحتاج لمساعدة "
دُق الباب ، دق أليكس أصابعه
-"وصل العشاء!"
وذهب ليفتح الباب .

أجراس الكنيسةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن