♡333♡

47 2 0
                                    

"الطائرة ليست وسيلة نقل كما يظن البعض الجالسين على طرف الأروقة وفي المقاعد الوسطى ، إنها بالنسبة للذين يضعون أبصارهم على مقربة من الزجاج سبيل للفهم ، لفهم الوجود ، والإيمان به ، إنها بالنسبة لهم ذاك الشيء الذي لاطالما شرح لهم أشياء لن يفكر بها الجميع ، عندما تسألهم عن تفاصيل الطريق تجد البعض منهم لا يتذكرها ، بل يتذكر كل ذكرى مؤلمة جالت عقله وهو ينظر دون وعي ، أما عن البعض الآخر فيذكرون التفاصيل لأنهم معجبون بها يصفونها لكَ وصفا دقيقا يجعلك تتوقف برهة لتفكر ، يبدو أنّكَ جننت !، لكن لا فالأشياء تتغير من منظور مختلف أو من زاوية مختلفة أو حتى من نفس الزاوية ولكن بعينين مختلفتين فالورقة التي لم تسقط في فصل الخريف خائنة في عين أخواتها وفية في عين الشجرة ومتمردة في عين الفصول ، لذا كلٌ يرى الأمر من زاويته ، ليس ما نراه نحن يراه الجميع ،الأعين لا تنقل كل شيء على ماهو عليه و إنما تنقل الشيء بحسب ما تريد أن تراه وهذا ما يفسر كثرة الأذواق وتعدد وجهات النظر ، هذا ما يفسر حملك لهاتفك لتصور شيء تحبه أو أعجبك أو إنبهرت به ، لتنظر لمن هم حولك ، فتجد البعض منكبا على هاتفه يتفحصه ولا يكترث ، والبعض الآخر سعيد يعيش اللحظة فحسب ، والبعض الآخر مكتئب يتذكر ذكرياته في هذا المكان الذكريات المؤلمة ، والبعض ،والبعض ، لن أستطيع عدّ الجميع لأنه بقدر عدد السكان تختلف وجهات النظر ، لا تحزن لمجرد أن شخصا لا يفهمك ، أو بمجرد أن الماضي كان سيءا ، أو مهما كان فنحن بإختلافنا مميزون ، دائما تذكر بأنك مميز ، فكم إحتمال وجود أحد حزين لنفس سبب حزنك ؟! ، بالضبط لن تعرف الإجابة ،ولا تقل أبدا أنك الوحيد لأن عدد سكان الأرض تجاوزالآن الخمسة مليار ، ولكن الحزن في عند أغلب الأشخاص عبارة عن عاصفة داخلية وضجيج يقتل ويظهر للآخرين هدوء ، لا معنى لكلمة الهدوء ما قبل العاصفة وإنما الأصح قول العاصفة تظهر على شكل هدوء
لا يهم فقط لا تحزن "...

"هل يمكنني الجلوث؟!" ، تفتح عينيها على وسعهما فرحا " أنت هنا يا صغيري ، هل سألت والدك لأن هذا يمكن أن لا يعجبه ؟" ، "نعم ثألته إنه هنات" أجابني مشيرا نحو ذاك الكهل الجالس بعيدا ، إنه يلوح لي أليس كذلك؟ ، رددت إبتسامة صغيرة له ليطمأن على ولده وحسب فأنا لحدٍ ما أتفهم خوفه !

البعض محظوظ لأن لديه أبًا يخاف عليه ...
مددت يدي نحوه أحاول حمله تفاديا للجالسة أمامي ، أووه لم أنتبه لها قبلا إنها عجوز تبدو كجثة هامدة لولا الشخير الذي عمّ الطائرة ، ويبدو أنه أزعج البقية وأنا لم أشعر به حتى ، حتى آذاننا تنقل مانريده وحسب ،" أووه مهلا خاتمي " ، " آثف ثأحمله" تعجبني لهجة الصغير فعلا ترجع لي الروح ، رغم أنه أسقط خاتم التسبيح خاصتي إلا أنه بريء لدرجة نقاء قطرة الماء البلورية لم أغضب منه أبدا، "ليت العالم يشبهكم يا صغار " ...
يدور حوار طويل بعض الشيء بيننا إستمتعت به لدرجة أنني لم أشعر ب ال15ساعة و44 دقيقة في الطائرة هذا إن لم أحسب وقت الوصول والإنتظار والخروج والدخول ويبدو أن الفتى سمعني بإهتمام قبل أن يغطَّ في نوم عميق الفتى صاحب ال4 سنوات ،ذكي ،ذو بشرة بيضااء ناصعة على عكس والده الأسمر يبدو أنه يشبه أمه إذا، كان إسمه zake...

أجراس الكنيسةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن