الشيطان لوسيفر ♡

36 2 0
                                    

"عفوا مابكي مايا ؟"
إنه أمر محرج أعرف ولكن أنتي أقرب غرفة وأحس أنكِ أكثر شخص يمكن أن أثق فيه بعد كلامكِ في الصباح " تتكلم الفتاة الشبه عارية نصف جسمها ظاهر ونصفه يغطيه الفستان الأحمر أو في الحقيقة لم يعد فستانا ليس بعد الآن ، ملابسها ممزقة تحملها بين ذراعيها كأم تحمل جنينها و دموعها الملونة بسبب المايكاب الذي على وجهها ، تكلمت بصوت متحشرج تتخلله شهقات شبه صامتة
كانت حقاا في حالة مزرية
أمسكتها من يديها وجذبتها للداخل ، أدخلتها الحمام وأخبرتها أن تستحم
في حين ذهبت لجلب ملابس لها و اشياء تحتاجها..

نزعت طقم الصلاة ووضعته وذهبت نحو الهاتف طلبت كأسين من الشاي
"كأسين من الشاي رجاءا ، شاي بالنعناع وأريد لحافا أيضا رجاءا " ، حمدا لله أن خدمة الغرف 24h فنحن الآن بعد منتصف الليل بساعات ، وضعت سماعة الهاتف وذهبت لتحضير الأريكة الموجودة مباشرة خارج غرفة النوم ، في الحقيقة شكلها يوحي أنها مريحة أكثر مما هي أريكة
...

أنهت الفتاة الإستحمام لقد كانت لا تقوى على الكلام حتى ...
"دق دق دق "
في حين هممت بالنهوض لعلمي بأنها خدمة الغرف ، فزعت مايا وبرمشة عين كانت واقفة أمامي بطولها

"لا تفتحي أرجوكي إنهم هنا ، سيؤذونني ، أجوك لا ،لا أرجوك لا ، لا ،لا ،لا ،لا " ، هسهست لها محاوطتا يدي حول كتفها أطمئنها ، "لا تقلقي إنها خدمة الغرف وحسب" ، أجابتني برعب يعتليها تشبه من رأى جثة يخترق جمجمتها سكين وهي القاتلة..
كدت أكمل كلامي فأوقفتني لتقول " أتتذكرين الزر الأحمر ، أتتذكرينه " ، لقد صرخت بي ولكنها كانت خائفة بحق ، المسكينة ستموت رعبا " نعم أتذكره"
" إن حدث شيء إضغطيه "

...
" تفضلي طلبك سيدتي"
"شكرا"
ألحت نظري لها ، يبدو أنها مطمئنة الآن ، " أخبرتكِ أنها خدمة الغرف فقط "
....
"هل هي حقا خدمة الغرف ؟! " تتصنم عائشة لهذا الصوت ، صوت خشن تتخله بحة رجولية ، جعلني هذا الصوت أعيد حساباتي ، هل هي حقا خدمة الغرف ؟!
لم تكن كذلك
أستدير ببطئ أجده واقفا بطوله أمامي لم يكن عاديا
وشومه تلك تبث الرعب فيك أسمر البشرة بشكل غريب لونها يشبه رمال وسط صحراء كاليفورنيا
حتى تعرقه يدل على حرارة الجو ، أنا أتعرق أيضا
تمشى بخطوات ثابتة أمامي ، أكاد أتجمد مكاني ، مذا أفعل ، يا لا الهول ، تلك الإبتسامة كأنني رأيتها قبلا ، إبتسامة تدل على إستهزاء ، إستهزاء بمن ؟، بي ؟!

"هاي أنت مذا تظن نفسك فاعلا هاا ؟!"
لا أعلم حتى كيف خرجت تلك الكلمة من فمي
سأموت اليوم حتما ، أوو لا لم يمر اليوم الأول حتى
ينحني مباشرة نحو أذنها مقربا إياها منه يضع أطراف أصابعه أسفل رقبتها مباشرتا
هي لا تقوى على الحراك أو الكلام إنه يشلها حقا يشلها بكل كلمة خاصة تلك الكلمة التي حولت ملامحه إلى ملامح غاضبة كأن النيران تخرج من عينيه
"لوسيفر "
ليس بهذا النطق إنما ببحة تحمل الموت كأن أنفاسه الحارة التي تتغلغل في أذنها من تحت الحجاب، حمم تود إذابة كل قطرة فيها
عائشة قوية ولكن ليس لهذا الحد
" أنا لوسيفر ، الشيطان ، كوني فتاة مطيعة ولن تتأذي "
يشيح بنظره قليلا ، يلوح إشارة بالكاد تعد إشارة
يظهر من وراء ظهره رجلان كأنهما توأم بنفس الحجم بنفس الملامح تقريبا يذهبان مباشرة نحو مايا في حين لم أبعد نظري عنه
"لوسيفر ، هل هذا إسمه ؟!، إنه الشيطان بحق ، ماهذا الخبث يا إلاهي ، هل هو إسمه الحقيقي حتى"
تمتمات تعتليها وسط تلك الخيوط الغزيرة المنسدلة من على جبهتها ، إنها تتعرق
تتلفت لإبتعاده إنها حقا لا تقوى على الحراك
" أووه نسيت أمر الزر ، ولكن لا يجب أن يشعرو بأي شيء "
وسط صراخ مايا وإمساك الرجلين بها يمسكانها كأنهما يكبلانها في حين تصرخ بأقصى قوتها ، رغم كل ذلك لم يبدو صوتها شيءا أمام صراخه ، لقد ترعد له الفندق بأكمله ألا يوجد أمن !، حسب معرفتي بالفنادق يعمل الزر الأحمر على إرسال إشارة نحو مركز الأمن هنا ، ويقومون بالإتصال بالشرطة ، أتمنى أن يكون الفندق هذا يعمل بنفس الطريقة التي أخبرني بها أبي

تتنحى جانبا لترمق الزر الأحمر تتراجع ببطئ بخطوات صغيرة لكي لا تلفت إنتباه الوحوش البشرية التي أمامها مباشرة ويرتعد جسدها كلما زادت طبقات صوت الشيطان لوسيفر وهو يصرخ بمايا التي تكاد دموعها تغرقنا جميعاً
لم يتبقى إلى القليل سأصل إلى الزر أكتف يدي إلى بعضهما كأن كل كف تساند الأخرى تخبرها ان لكل كابوس نهاية ونهاية هذا الكابوس لن تكون إلا بإحداها أفرقهما لأعيد جمعهما مرة أخرى وراء ضهري عيناي لم تتحركا بدأت أشك أنه حتى جفوني تشعر بالخوف تختبئ وراء مقلتاي اللَّتان لم تبتعدا عن لوسيفر منذ وصوله
يستدير بلمح البصر لم أشعر حتى كيف وصل أمامي
نظر إلي بنظرات حادة قاتلة
يبدو أنه إنتبه لما أفعل ،كيف ذلك ؟!
إقترب بشدة ،لم تعد تفرق بيننا إلا بضعة إنشات ...
رفع يده ومدها خلف ظهري
أقسم بمالك السموات والأرض وما بينهما أن قلبي سيتوقف ، إنني لا أسمع الآن سوى نبضاته المتتالية المتسارعة
يقطع هذا صوت الباب ، الذي غُلق فجأة، أو هو الذي أغلقه
يستدير مبتعدا ويقول " أنتِ فتاة مطيعة "

الحمد للَّه لم ينتبه
أضع يدي مباشرة على الزر بينما لوسيفر يتحرك مبتعدًا
بعد دقائق أسمع طرقات على الباب
طرقات ليست بمحترمة كما تخيلتم للتو وإنما صوت ضرب أبتعد قليلا يبدو أنني أعرف ما سيحدث بعد لحظات
يقفز لوسيفر فجأة وبحركات كالبرق أخرج مسدسا من سرواله وضعه على رأسي
....

هسهس لأصدقائه ، أو ربما يستحسن القول عنهم أتباعه ، بإشارة واحدة أخذو مايا وإختبؤو وراى الأريكة ، دفعني لوسيفر نحوهم أيضا ،وهنا كُسر الباب وجاء جهاز الصعق الكهربائي على كتفه ، للحظة آلمني ذلك لأن لوسيفر بحجمه هذا لا يعقل أن يصرخ لقرصة نملة
...
...
...
"قبض عليهم مايا لا تبكي وأخبريني القصة ، من هاؤلاء وخاصة ذاك لوسيفر "

تحدثت مايا بصعوبة ولكن تحدثت في الأخير ، حمدا لله أنني لم أمت قبل معرفة القصة
حتى بعد كل ما حدث ، فضولي الكبير لا يتوقف

"لقد تحرشو بي ، فلم أتحمل ورفعت يدي وصفعته"
تبتسم عائشة إبتسامة جانبية وتقول
"أجننتي أيبدو لكِ لوسيفر ، من يُصفَع"
تجيبها " ليس وقت المزاح عائشة لم أتحمل ذلك ، ونسيت أنه مجرم لم يخرج من السجن إلا منذ فترة قصيرة فقط ، نصف حياته سجون ، إسمه الحقيقي هوزان ، وغيَّره ، و لقب نفسه بالشيطان لوسيفر "
تتعجب عائشة قليلا رغم أن هذا يبدو منطقيا
تردف عائشة " يا فتاة أنظري إلى حالتك ، لمذا ذهبتي إلى هناك أصلا، وبتلك الثياب "
"حقا عائشة أول ما جال في بالي لحظتها هو كلامك في الصباح "
(" بالضبط فالإسلام يغلف المرأة ليحافظ عليها من كل فساد وتلوث في المجتمع" ...)
"

كرست نفسي للعمل هنا بعد وفاة والدي ، لم أعد أملك شيئا "

"لقد أخطأت حقا ، في الحقيقة فعلت هذا سابقا ولكن اليوم كان الأمر مختلفا فقد تحرش بي الشيطان لوسيفر بشحمه ولحمه "
عائشة"حسنا فقط يجب أن تتعلمي من خطأك "
...
...
...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تصويت
كومنت
بلييز 🫶🏼🪫🥺

أجراس الكنيسةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن