لم الشمل♡

5 1 3
                                    

أسدل الليل غطاءه

لأول مرة شعر بالضعف ، شعر أنه كان السبب ، لأول مرة منذ عدة سنوات يتزعزع شيئ بداخله طول تلك الأربع سنوات كان طيفها يزوره في كل مكان في السجن ، أثناء النوم ، كان قد بدأ يتعايش مع الوضع ، إلى أن ظهرت مرة أخرى في الفندق ، ظهرت في عائشة .
كان جالسا في حديقة منزل أليكس يفكر في كلامها بقولها ذاك زعزعت كيانه :
-" تكلم مع أخيك الأكبر وإلا سينتهي بك الأمر في السجن مرة أخرى ، حاول تغيير مايمكنك تغييره ، فأنت كما قيل عنك طيب القلب ولكن أذنبت ويجب عليك فهم ذنبك ، ستعيش بسعادة إن تصالحت مع نفسك ولن تفعل ذلك قبل أن يسامحك أخوك "
هي بالطبع لم تقصد السجن المألوف ، إنها قصدت سجن في نفسه وداخله ،سجن مخيف يوجع قلبه ، قالت عنه طيب القلب هل كانت تقصد ذلك ؟!

أما عن الأخ الأكبر رفع المنشفة يضعها على شعره ، كان بتمنى لو أن هذا الحمام ينقص ولو قليلا من هذا الإرهاق ، قطرات الماء تنساب من على خصلات شعره الأسود وجسده تنساب حول وشم الثعبان الوشم الذي غير حياته ، إنضم لمجموعة من القتلة من أجل كسف هوية قاتل قمر الذي عبث بالسيارة وفي النهاية عرف أنه أخوه هوزان الذي تحول في رمشه عين إلى لوسيفر .

هو لم يحب عائشة إنما رأى فيها قمر ، بعد أن أسلم أخوه الأصغر وكلامه معه ، أدرك أن خروجه من الإسلام خطأ كبير وإكتشف أنه كان مجرد إختبار ، الشيء الذي يؤلمه أنه ربى إبنه على إلحاده وليس كما تمنت قمر.

وفي الظلام وتحت إنارة مصباح خافتة
يجلس أليكس فوق مكتبه يتواصل مع إمام عربي يحكي له عن الإسلام ، إنه مهووس بالتعلم ولكن هذا أمر مختلف جدا ، أدرك أنه وجد طريقه ، مع ذلك لا ينفك يفكر بعائشة ، إنتهى قرابة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل ، حمل هاتفه مرة أخرى يرى هل من إجابة من عائشة ولكن لا ، نهض  يرى هوزان
كان المكان مظلما يتحرك نحو باب الحديقة ، يجده نائما على الأريكة في الخارج يحاول إيقاضه ثم يتكلم هوزان بتلعثم كأنه في كابوس
-" سأعتذر منه غدا ، لن أعيش بهذا الذنب طول حياتي على الأقل ستتركينني وشأني "
أظن أنه فهم الموضوع .

رن هاتفه
-" نعم ستيفن "
-" منزل عائشة مقفل ، اتبعها غدا لتعرف أين تعيش "
لم يستطع أليكس إمساك نفسه
-" هل أحببتها ؟!"
لم يكن أليكس مستعدا لسماع الجواب بعد ولكن رفضت نفسه أن يهرب من الواقع
ابتسم ستيفن من خلف الهاتف وقال
-" لا إطمئن ، ستكون زوجتك يا أخي الصغير فقط دعنا نرتب الوضع ، لا يمكن أن تدخل حياةً مدمرة فعليا"
لقد شعر بالطمأنينة الآن خاصة بعد أن ختم ستيفن كلامه ب " إن شاء الله "

الأم فيفيان ، طار النعاس من عينيها ، كيف لا وهي تشاهد أولادها كلٌ في مكان ، بينما يرفض ستيفن وجود هوزان و أليكس الذي لا تدري مابه اليوم .

صباح جديد بعد سهر طويل ، لم يستطع أليكس النوم ولا حتى ستيفن أما عن هوزان فقد كان يتخلط في كوابيسه طول الليل .

فتح المصعد فخرج منه هوزان كان ذلك صادما ، فمنذ أربع سنوات لم يتجرأ ويقف في باب الشركة
توجه نحو مكتب ستيفن
عندما دخل ، النظرات تحاول اختراق السور الزجاجي يشعرون أنها قنبلة على وشك الانفجار .
من الجانب الآخر من السور يحدقان في بعضهما ، هوزان خائف و ستيفن يترقب
-" أنا آسف ، أعلم أن إعتذاري لن يغير شيءا ولكن أحاول تغيير مايمكن تغييره ، أحاول أن أخطو الخطوة الأولى إتجاه الصواب ، لقد عميت عيناي عن الحقيقة ، أتمنى أن تسامحني ، حتى تسامحني عي أيضا "
لم ينطق بحرف بقي ينظر إليه بصمت كأنه يتأكد من قوله
-" لا تنظر إلي هكذا ، نعم أخطأت وأنا أعترف ، ولكن أعلم أنني سيء لذا أكملت في طريق السوء نعم أنا مجنون ومريض ولكن  يبدو أن آيشا ناولتني الترياق"
-"لقد سامحتك "
لم يتخيل هوزان أنه سيسامحه بهذه البساطة
ثم أردف
-" أسامحك الآن لأنني أيضا أود تغيير ما يمكن تغييره ، في النهاية لست المسؤول عن معاقبتك "
لنعد لم شمل عائلتنا يا أخي . 
ولنضف شخصا جديدا عليها .

أجراس الكنيسةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن