P :14 لقاء الأساطير

110 11 4
                                    

في سماء قرمزية وبين الأشجار العملاقة قلعة سوداء انتصبت شامخة.
لم يسمع صوت لكائن حي تبدو أقرب لقلعة أشباح مضى عليها قرون.
زئرت السماء بأصوات تصم الآذان، ظهرت صواعق من اللامكان وبدأت تضرب من السماء وصولا للقلعة.
احترقت بعض الأشجار من ضربة واحدة رغم ضخامتها.
' وااه، هذا الوغد... كنت أعلم أنه قوي، بعد كل شئ هذا العالم وجد من أجله.
لكن ان يجعل السماء تبدو وكأنها تنفجر... انه حقا سيد السماء'
نظر أدريان إلى السماء بدهشة.
التفت إلى ايليوت الذي يرفع يديه ويصنع مشهدا دون قطرة عرق واحدة أو علامات تعب.
( رائع !!، علمت ان هذا البشري لم يكن عاديا من لمحة واحدة بالطبع هو لاشئ امامي.
لذا لن يحميك بقدر ما أفعل، هل فهمت؟ )
ايزل امسك يد أدريان وهزها حتى يجذب انتباه أدريان اليه.
ربت أدريان شعر ايزل الذهبي ونظر اليه وابتسم.
نشر أدريان الرياح في كل مكان، واستعملها للتنصت.
" ماذا يحدث هنا؟"
" انها زنزانة بمناخ ثابت، يستعيل وجود عاصفة !"
" لابد أن النقابات في العاصمة اكتشفوا وجود الزنزانة مبكرا عما هو متوقع"
" اذهبي إلى 80 وابقي معه، نحن سنتولى الخارج"
' رجلان وامرأه، يبدوا انهم يطلقون على أنفسهم ارقاما بدلا من الأسماء'
" يبدو انهم لن يخاطروا بالخروج جميعا للتفقد، لكن ذلك افضل من مواجهتهم جميعا.
هل تستطيع اكتشاف خارطة المبنى دون الدخول؟ "
نظر أدريان نحو ايليوت.
اومأ ايليوت برأسه، لم يعد يتفاجأ من معرفة أدريان لمهاراته.
نشر ايليوت المانا في المنطقة ليكتشف هيكل المبنى.
" يوجد مدخل قريب هنا، نستطيع الدخول منه"
" جيد، قم بقيادة الطريق"
انطلق ايليوت وخلفه أدريان وايزل الذي لايعرف وجوده سوى أدريان.
وصلوا إلى حائط اسفله حفره تسع شخصا اذا زحف.
" هل هذا المدخل الوحيد الذي وجدته؟"
نظر أدريان إلى ايليوت منزعجا.
" بالطبع لا، يوجد مداخل أخرى لكن حالما ندخل سيكشف وجودنا، جرب ذلك اذا اردت"
ابتسم ايليوت وهز كتفيه.
' هذا الوغد، لقد استرخى لوجودي بسرعة'
زحف ايليوت، عبس أدريان ثم تبعه.
بدأ الضوء الخافت بالانتشار، لكنه كافيا للرؤية حول المكان.
" انه آمن، لاحد قريب هنا"
وقف ايليوت وعدل ملابسه.
" جيد"
مد أدريان يده إلى ايليوت.
"... "
"..."
' هذا الوغد'
انزعج أدريان أكثر.
" وضعت الكثير من الملابس في المخزون اعطني اياها"
' هل يمكنه التفكير في ملابسه بهذا الوضع !'
استغرب ايليوت من هوس أدريان الشديد للنظافة، ولكنه اخرج قميص واعطاه له.
" الان لنكمل"
بدأ الاثنان السير واستكشاف المكان.
" هذه الطاقة، شعرت بها سابقا لكنها المرة الأولى التي يغطى وجودها إلى الحد الذي يجعلني أشعر بالاشمئزاز"
نبت وتر على جبين ايليوت من الغضب.
" يبدو أنك مررت بها كثيرا"
نظر أدريان حوله.
" ليس وكأنك لاتعلم، زعيم النقابة"
رد ايليوت بسخرية.
' هذا الوغد بدأ التلميح إلى الماضي، الا يشعر بالراحة معي كثير انا زعيم نقابته؟! '
لم يهتم أدريان وواصلا المضي قدما، حتى توقفا عند جدار.
" يبدو أن لدينا مكان سري هنا"
أشار ايليوت إلى الجدار.
' رائع، سماء قرمزية، قلعة سوداء، غرفة سرية، هل انا داخل رواية رعب او شئ من هذا القبيل؟! '
" تولى القيادة"
ابتسم أدريان كقائد واثق بتابعه، لكن داخله يختلف عن خارجه.
' اذا كنت تعلمت الكثير من أفلام الرعب فمن يفتح الباب اولا هو الضحية الأولى... لكن بما انه البطل من يهتم، لن يموت، انها كارما القصة'
( ماخطب الابتسامة الغريبة أيها البشري؟)
ايزل الوحيد الذي يعلم بوجود خطأ في ابتسامة أدريان.
*******
تحت السماء القرمزية صبغت الأرض تحتها بنفس اللون.
جثث الوحوش المقطعة منتشرة في كل مكان.
ابتسم سيلير وسط بحيرة الدماء التي انشئتها نورسين.
سبلاش ! سبلاش !
في حين سقطت وحوش أرضا دون قطرة دماء واحدة.
" ياله من شرف، ان ارى مهارة قائد العنقاء المستقبلي شخصيا، انه منظر رائع" 
قد تبدو هذه الكلمات كمديح، لكن نورسين تعرف المعنى الحقيقي انه يسخر فقط من الفوضى.
' القائد المستقبلي للعنقاء لا يستطيع السيطرة على قدرته حتى'
" لم أكن أعلم أيضا ان قائد فوريست المستقبلي لديه هذه المهارة.
هل اسقاط الوحوش بالابر هي جزء من قوتك كمعالج؟ "
انها تعني..
' ياله من هراء لقائد فوريست المستقبلي الذي يتخفى في ستار معالج قديس'
ابتسم سيلير اكثر، كلماتها تعني انه لم يجرؤ على إظهار قوته لانه كان جبانا.
سبلاش !
كلانج !
استمر الاثنان في حرب الأعصاب الباردة بينما يقتلان الوحوش.
( اللعنة، هل انا الوحش ام هما؟!)
غرااا !
الوحش الزعيم من الرتبة S قتل الوحوش أيضا خوفا من ان يكون الهدف التالي لهما.
******
" يبدو الطوب في الجدار منتظما عدا هذه، لابد انها المفتاح"
ضغط ايليوت على الطوب.
تيك! تيك!
كراااانج !
انفتح الجدار وظهر درج ضخم يقود للاسفل، لكنها شديدة الظلمة.
لاتستطيع الرؤية بعد درجتين.
" لنذهب"
خطى ايليوت على الدرجة الأولى.
' هاهو ذا، البداية المثالية لقصة كيف قضي على الضحية الأولى...'
تبعه أدريان، حالما خطو الخطورة الثالثة، بدأت مشاعل معلقة على الحائط في انارة المكان بشكل خفيف.
" يبدو أنها تعمل بطريقة الشعور بالمانا"
يستمر ايليوت بشرح أجزاء غير ضرورية.
وصلوا إلى نهاية السلم.
( يوجد شخصان أمامنا، بالطبع انت تشعر بتزايد الطاقة المشؤمة أكثر كلما اقتربنا دون أن أخبرك بذلك)
بدأ الاثنان بالتسلل والاقتراب من غرفة ضخمة بدون أبواب.
استعمل أدريان الرياح لنقل الأصوات.
" هل تعتقدين أنهما توليا المتطفلين؟"
" أنهما اوغاد اقوياء لذا اعتقد ذلك"
" الأهم اننا يجب أن ننتهي من صناعة الأدوات... اللعنة، هل تريدين الموت، كم مرة اخبرتك الا تقتربي من ادواتي بتهور؟"
عندما اقتربا بما يكفي للرؤية، كان بالداخل رجل وامرأة باقنعة فضية.
الغرفة واسعة وتحتوي على الكثير من المصابيح الضوئية رغم ذلك انتشر الظلام في كل مكان عدا اضائة خافتة.
' اللعنة !'
بينما شتم أدريان بداخله، نبت وتر بجبين ايليوت من الغضب.
في الغرفة خزانات زجاجية ضخمة تحوي على سائل اسود وبكل وضوح كان هو الطاقة المشؤمة كانت غريزتهم تحذرهم من الاقتراب اكثر.
مع وجود أسلحة مختلفة واقنعة يقوم الرجل برش السائل الاسود عليها.
' يبدو اننا دخلنا إلى مصنع أدوات المنظمة اللعينة... اريد تقطيعهم الان... '
ايليوت بالكاد يمسك نفسه لعدم قتلهم وفضح وجودهم.
' يجب أن نخرج الان، نحن في قاعدة العدو والفرصة لنا للقتال بوجود خزانات الطاقة الملعونة تلك.
سنموت قبل أن نجد فرصة للهجوم حتى، علينا أن نجد سيلير ونورسين ونخرج الان... '
أشار أدريان بحركة يد خفيفة لايليوت.
اومأ ايليوت رأسه وبدأ بالخروج.
بمجرد عبور السلالم بدأ الانطلاق بسرعة اكبر.
" ابعث إشارة لنورسين وسيلير، يجب أن يكونوا قد انتهوا من تطهير الزنزانة، سنخرج فورا"
كان عيون أدريان تتوهج بشكل خطير.
" لقد ارسلتها"
********
يجلس سيلير على جسد الوحش بتعبير الملل.
" استقبلت الإشارة، انهم قادمون"
تحدثت نورسين بينما تنظر لساعتها.
" اخيرا، لقد كدت اهرم من الانتظار"
" توقف عن ذلك ليس وكأنك مجبر على القدوم"
" ماذا تقصدين؟ "
نظر سيلير كما لو كان لا يفهم المعنى.
" اعلم انك مهتم بأخي، لكن إياك أن تجرؤ على النبش خلفه"
تطلعت اليه نورسين بحدة.
" هممم، أخيك... هاهاها، لماذا انتي قلقة هو اخي ايضا"
ابتسم سيلير بمرح.
تجعد جبين نورسين الصغير.
" هذا الهراء، اذا كان أدريان اخيك فهذا يعني انني اختك؟.... اييو، تبا، هو ليس كذلك "
ردت نورسين فورا بأشمئزاز.
" من يريد أن يكون اخا لك أيتها القزمة"
بينما ظهر عصب على جبينه ابتسم سيلير.
" كيف تجرؤ... "
قاطع معركة اعصابهما التي كادت ان تتحول إلى قتال أدريان وايليوت الذين يهربان بأتجاههما مع رفقة تطاردهما بالخلف.....

ان تكون في الهاويةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن