P :16 اختطاف

128 12 9
                                    

في المكتب المظلم جلس رجل متكأ، أمامه شاشة الكمبيوتر مضائة بخفة.
يحدق في الصور على الموقع المفتوح.
- مقهى معجبي الملاك الابيض
استطيع الموت بسلام الان، الملاك الابيض كان في المقهى خاصتي، اااااه، لا استطيع التنفس.
# اين هذا المقهى؟ سأذهب اليه !
# انا مستعد للتخييم هناك حتى !
# واااه انه يقدم الحلوى لنورسين، اريد اخا اكبر مثله  لماذا احظى فقط بأخي الغبي الذي يتشاجر معي على الكعك !
# هل هو حقا بشر؟ انا أخجل من المقارنة اذا كان بشريا !
# لماذا كل من حوله جميلين بشكل لا يصدق، رفاق هذا ظلم نورسين وسيلير وحتى هذا الشخص المجهول بجماله المقدس !
# رائع ظننت اني الوحيد الذي أعجب بهذا الرجل يبدو وسيما حقا.
# سيلير لطيف حقا مع أدريان خاصتنا هو يقدم له الحلوى أيضا !
# يا رجل استطيع تقديم حياتي للملاك الأبيض رليس مجرد حلوى انه يستحق !
دخل المساعد مقاطعا الرجل.
" سيدي نحن نراقب الهدف، هل تود الشروع في الخطة؟"
" امض قدما"
حالما تلقى الإجابة خرج الرجل.
" هممم، هل يجب أن احظر الحلوى أيضا، يبدو أن دميتي الجديدة تحب الحلوى"
ابتسم الرجل بإشراق وهو يسرح بالتفكير.
*******
نقابة ارسيليا
أدريان جالس على المكتب مع ايزل المشغول بعصير الليمون أمامه.
دخل هارلان بعد الطرق.
" زعيم، لقد حدث كما قلت سابقا من يراقبك بدأ التحرك"
" استدعي ايليوت... أيضا نورسين وسيلير "
نظر أدريان إلى هارلان.
تجمد هارلان قليلا.
' لماذا أراد الزعيم استدعاء ايليوت مرة أخرى؟'
" هل هناك شئ اخر؟"
" كلا..."
" اذن تحرك"
شعر أدريان بالذنب لمعاملة هارلان بهذه الطريقة، لكن حالما تذكر انه صياد رتبة S تلاشت أفكاره سريعا.
بعد بضع ساعات تجمع الأربعة مرة أخرى.
" يوو، اخي الصغير هل اشتقت الي؟ "
دخل سيلير بابتسامة مشرقة وجلس على الأريكة دون اذن.
تجاهله أدريان أيضا.
" نورسين، لقد وصلتي"
" مرحبا اخي"
حالما رأى أدريان نورسين قدم لها عصير اليمون.
ابتسمت نورسين بخفة وشربت العصير، لم تمانع معاملة أدريان لها كطفلة رغم فارق السن الصغير بينهما.
هي حقا أحبت ان تكون طفلته المدللة.
" وااه، هل هذا فارق المعاملة، قد تكون اختك الصغرى لكن انا أخاك الأكبر أيضا ! "
اتكأ سيلير عند مشاهدة الاثنين وتظاهر بالغيرة وشعور الظلم.
" اخي استطيع سماع كلب ينبح في مكتبك"
احتست نورسين العصير.
لم يرد أدريان
" هذه القزمة..."
نبت وتر على جبين سيلير مع ابتسامة.
دخل ايليوت واومأ لادريان وتجاهل سيلير ونورسين كما لو لم يكونا موجودين.
" سيتم اختطافي قريبا"
وقع صمت رهيب بين الجميع عند سقوط كلمات أدريان.
" كما أنني اسمح بذلك"
اضافت كلماته التالية الوقود على النار.
ظهر من الثلاثة أمامه هاله ساحقة وكانت نظراتهم قاتلة.
قام ايزل فورا بتغطية أدريان بقوته الروحية لحمايته.
( انهم جامحون، حتى لو اردت اللعب لاتقلق يمكنك اللعب بحرية فانا سأحميك)
ثرثر ايزل بفخر كالعادة.
' هل يعرف حتى كلمة اختطاف؟ لا أعتقد أنه يعلم بما انه يعتقد انها لعبة'
فكر أدريان غير منتبه إلى تعابير الثلاثة القاتلة حوله.
" اخي ماذا تقصد بذلك؟"
أطلقت نورسين ظلا داكنا دون وعي.
" هل هم المنظمة مجددا؟"
قبض ايليوت على يده بشده.
" لماذا يسعى الكثير خلف اخي الصغير استعدناك بصعوبة كما تعلم؟"
قال سيلير منزعجا.
اندهش ايليوت وحول نظرة بسرعة إلى سيلير وابتلع كلماته.
" فقط استمعوا، ليس المنظمة.
انه شخص انا من استدرجه، أريده ان ينظم إلينا، سيكون مفيدا في تتبع المنظمة التي نبحث عنها"
نظر أدريان إلى ايليوت.
تجمد ايليوت.
' تتبع المنظمة... إذا هو حقا يتذكرني، لم ينسى كل شئ... '
" لكنه شخص غريب قليلا...
لذا الطريقة الوحيدة للوصول اليه، هي جعل خطته تنجح.
بالمناسبة خطته هي اختطافي، لذا بدلا من البحث عنه سأسمح له بأخذي اليه"
' في الواقع هو شخص غريب جدا وليس قليلا.
مههوس، مجنون، مريض نفسي مرعب، كلها تنطبق عليه.
لكن عليه لقاء ايليوت حتى يتمكن المجنونان من قتال المنظمة اللعينة التي تنوي تدمير هذا العالم الذي انوي العيش به حتى اشيخ'
" اذا انت فقط تريد اللعب معه؟ "
استرخى تعبير سيلير.
" بالمناسبة، عليكم انقاذي دون ايذائه أيضا"
نظر أدريان اليهم جميعا.
" لماذا ننقذك الست قويا اخي؟ فقط اسحقه ثم اخضعه "
امالت نورسين رأسها.
" حتى استطيع اخذ التعويضات منه.
اذا أنقذت نفسي سيعلم اني اتيت اليه بأرادتي ولن يعتبر ذلك اختطافا"
أجاب أدريان وهو ينظر إلى نورسين وكأنه يقول ان الإصابة واضحة.
" بفت، هاهاهاها..."
لم يتمالك سيلير نفسه واختنق من الضحك.
سار إلى أدريان وربت على رأسه.
" سأنقذ اخي الصغير بالتأكيد، لا تقلق "
" زعيم، اترك الأمر لنا"
تجمد ايليوت واجاب بصعوبة.
اومأت نورسين بهدوء منزعجة من قرب سيلير لادريان لكنها قررت الصمت بما ان أدريان لم يفعل شيئا.
********
في المساء عاد أدريان إلى القصر.
" عزيزي، لقد عدت"
استقبلته سوليل باشراق.
" نعم، امي "
منذ استيقظ أدريان كل مساء يجتمع مع سول لشرب الشاي والدردشة بفضل ذلك جمع أدريان الكثير من المعلومات عن النقابات والأفراد والأحداث الماضية بسبب ثرثرة سول.
أيضا تحسنت علاقتهم إلى حد إجبار سول أدريان بمناداتها امي.
كان أدريان يقدر حياته كثيرا لذلك بالطبع وافق.
جلسا كالمعتاد في الحديقة المضائة.
قدم ليمان الحلوى والشاي بابتسامة حميدة.
" امي أود أن أخبرك مقدما حتى لا تقلقي"
" همم، ما الأمر؟"
استشقت سول رائحة الشاي قرب انفها وابتسمت بمزاج جيد.
في الآونة الأخيرة كان أدريان يخبرها بكل تحركاته وهي تستمع له جيدا.
" هناك شخص يسعى لاختطافي وانا انوي السماح له بذلك..."
سكرااااش !
لم ينه أدريان كلماته حتى، تحطم الفنجان إلى ذرات غبار.
تجمدت الابتسامة على وجهها.
" صغيري ،ماذا تقصد"
ابتلع أدريان وشحب من الخوف.
اذا سألته فكان يخشى سول أكثر من أي شئ في العالم، حتى أكثر من تلك المنظمة المتوحشة.
لم يظهر أدريان خوفه.
" سأسمح له باختطافي، انا أقوى منه.
كما أخبرت نورسين وسيلير و... صديق اثق به للتدخل والتظاهر بانقاذي"
" اوه... حسنا"
' بسبب مظهره الهش انسى كثيرا قوته... ولكن ماذا لو تأذى صغيري...'
استعادت سول هدوئها المعتاد ونظرت إلى أدريان بلطف.
" عزيزي، لا تتأخر حسنا؟ "
اوصته سول كما لو كان طفلا خرج للعب فقط.
اقشعر أدريان واومأ رأسه بهدوء.
******
في غرفة صغيرة وهادئة، ينام ايليوت بلا حياة كما لو كان تمثالا جميل نحت بدقة.
لولا العبوس الطفيف على جبينه الشاحب، ارتعشت رموشه بخفه.
تساقط العرق البارد من رقبته إلى الوسادة.
في شوارع ضيقة مليئة بالبيوت الصغيرة والقديمة مزدحمة بالناس المسرعة للقمة عيشها.
طفل يبدو أنه في العاشرة، بشعر كريمة العسل وعينين زرقاء يجلس عند الباب منتظرا والديه الذين يعملون بلا راحة.
في نهاية الشارع لمح والده، ابتسم الطفل باشراق.
كان على وشك الركض مسرعات لاحتضان والده، لم يكن مظهره واضح فقد كان بعيدا، لكن لطفل ولد بقدرة  رتبة S رغم ضروف عائلته، كان يستطيع رؤيه وجه والده المدمى.
تجمد الطفل في مكانه، أصبحت حواسه خالية حتى احتضنته والدته من الخلف.
احس برطوبة حارة على ظهره التفت إلى الخلف.
والدته تحتضنه متلقية طعنه سيف في ظهرها.
سحب رجل ضخم بقناع فضي السيف من ظهرها.
ارتجف صوتها.
" اهر_اهرب..."
بالكاد نطقت هذه الكلمات اتكئت على الحائط واغمضت عيناها.
كانت تبدو كدمية نائمة بلا حياة.
التفت الطفل لوالده محاولا استيعاب الموقف.
لكنه وجد فقط جسد والده المدمى ملقى على الأرض.
أصبح كل شئ اسود...
" هااااااه"
لهث ايليوت بقوة واستيقض من نومه....

ان تكون في الهاويةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن