P 1 : الاستيقاظ من الظلام

353 17 1
                                    

ظلام إلى ما لا نهاية، صمت مطلق يقود إلى الجنون، وفي نفس الوقت ضجة صاخبة لا تطاق.
حاول أدريان النظر إلى الأفق ولكن لا يوجد أفق في هذا الظلام اللانهائي وسط الصمت المجنون وضجة الذكريات الصاخبة.
اخيرا وجده، وجد ضوء خافت، ابتسم أدريان كان يعرف غريزيا ان هذا الضوء سينقذه تجاهل أدريان كل شي الصمت المجنون والظلام والضجة وأخذ يجري نحو خلاصه، اتبع الضوء بابتسامة وكأنه لا يهتم بكل الجنون حوله.
****************
' آه هذا هو الصمت الذي احبه'
اصبح الصمت حول أدريان هادئ الان يستطيع الاسترخاء.
' سأنام قليلا فقط '
لايستطيع أدريان التخلي عن هذا الهدوء بسهوله بعد معاناته قرر انه يستطيع الراحة قليلا الان.
****************
بدء الظلام يتلاشى وانتشر الضوء الساطع في الحقيقة الضوء ليس ساطعا على الإطلاق بل عيني أدريان لم تستطع احتمال هذا الضوء الخافت.
بعد فترة تكيفت عيناه للضوء نظر للسقف، رأى أدريان سقفا مرتفعا ومصمم بعنايه، ثريا ضخمة تشعرك انها كلفت الكثير، التفت برأسه للنظر يسارا رأى مساحة كبيرة اثات فاخر اسود ورائحة خشب الابنوس والأعشاب الطبية بالإضافة إلى رائحة الازهار اللطيفة كانت هناك أجهزة طبية قرب السرير مع سوائل الوريد في يد أدريان.
بدت الغرفة مرتبة ونظيفة تناسب مزاج أدريان الذي يهتم كثيرا بالنظافة.
حاول أدريان النهوض شعر بدوار خفيف لذلك اكتفى بالجلوس والارتكاء على السرير، ازال بلطف السائل الوريدي من يديه، نظر حوله إلى الغرفة.
' اين انا، يبدو المكان فاخرا على ان يكون مشفى، بالإضافة إلى ذلك... '
نظر أدريان إلى يديه كانت شاحبة للغاية وناعمة واصغر قليلا، ثم لاحظ الشعر الطويل على اكتافه كان ابيض ناعم.
' لما شعري طويل وهو ابيض؟!'
شعر أدريان بالتوتر وحاول النهوض، لكنه اصيب بالدوار حالما وقف، لذلك جلس على السرير مرة أخرى، نظر إلى اليمين كانت هناك مرآة ضخمة امامه صدم أدريان، لم يكن بسبب المرآة الفاخرة، بل بسبب مضهره،
' هل هذا انا؟!'
كان يرى شابا مراهقا يبدو عليه المرض من الشحوب يحدق به كان شابا وسميا بشعر ابيض طويل منسدل على كتفه مثل ضوء القمر، وعينين ارجوانية، بشرته شاحبة عاجية لا تعلم أن كان بسبب المرض ام انه هكذا، يبدو على وجهه التعجب وملامح بريئة.
" اليس هذا ما يبدو عليه أدريان ارسيليا ! "
' انه ليس حلما'
محال ان يكول حلما وهو يعاني من هذا الصداع.
**********
في مكان آخر من القصر كانت هناك أجواء باردة خانقة في قاعة كبيرة مع أضواء الثريا المشرقة بين امرأه جميلة للغاية بشعر احمر وعينين خضراء ساحرة، كانت طويلة القامة لامرأة كانت تبدو ارنبا لطيفا لولا الهالة الباردة حولها والنظرات القاتلة ، وشاب توجه اليه هذه النظرات القاتلة يبدو نقيا بشعر اشقر بلاتيني وعينين عسلية حادة مع شامة أسفل العين اليمنى، يبتسم بلا مبالاة.
" ماذا يفعل طفل فوريست الثمين هنا؟"
ابتسمت المرأة ببرود وقالت بنبرة حادة.
" لا داعي للعداء سيدتي، فوريست والعنقاء شركاء جيدون، اتيت هنا لتوطيد العلاقة بين الاثنين أكثر"
قال الشاب بابتسامة لطيفة.
" أيها الطفل غادر بينما لازلت جيدة"
قالت المرأة بصوت بارد مع زيادة الضغط الخانق حولها.
في هذه الاثناء دخل رجل شاب يرتدي بذلة منظمة بدون تجعيدة واحدة وعدسة احادية بابتسامة حميدة، وقال،
" سيدتي سأرافق الضيف للخارج ما رأيك بالراحة في الطابق الثاني" 
تجمدت المرأة لثانية قبل العودة لوجهها الرواقي لم يلاحظ الشاب ذلك حيث استدار بعد مرافقته للرجل،
'حدسي يخبرني ان شيئا ممتعا سيحدث'
ابتسم الشاب ومشى بلا مبالاة،
" رحلة آمنه"
ابتسم الرجل بابتسامة حميدة وودع الشاب بأدب، بعد ذهاب الشاب اختفت ابتسامته وتحدث على السماعة بهدوء،
" سيدي، لقد استيقظ السيد الشاب"
" انا قادم"
رد صوت بارد وحازم وأُغلقت السماعة دون انتضار الرد.

ان تكون في الهاويةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن