P :19 محاكمة الروح

100 14 12
                                    

بعد أصبح أدريان وايزل داخل الحمم، للمفاجئة لم يشعر أدريان بالألم.
ناهيك عن الألم لم يشعر حتى بالحرارة، حرك جسده داخل الحمم.
الأمر أشبه بالسباحة في نهر منعش.
التفت أدريان إلى ايزل الذي يمسك بيده، كان شعر ايزل الذهبي يضئ حوله.
احنى أدريان رأسه لأيزل كلفتة شكر.
ابتسم ايزل حتى ضهرت أسنانه البيضاء فرحا من لفتتة أدريان له.
بدأ الرجلان بالذهاب إلى العمق أكثر فأكثر.
وصلا إلى حفرة عملاقة سوداء، بدا سوادها كهاوية تستطيع امتصاص حتى الضوء دون أثر واحد.
بلا تردد قفز ايزل بالداخل.
' تبا، تبا، يااااا...'
صرخ أدريان داخليا لكن ايزل لم ينظر له حتى.
استمرا بالسقوط في الظلام لما بدا وكأنه بلا نهاية.
دروب !
اخيرا شعر أدريان بالأرض تحت قدميه.
" هاااه"
تنفس الصعداء ثم نظر حوله.
سرعان ما انقطعت انفاسه مرة أخرى....
وقف أمامه رجل عملاق ليس بشرا كان واضحا من شعره الملتهب.
بشرة داكنة كما لو كان لؤلؤ اسود يلمع تحت ضوء القمر، بشعره الأحمر الداكن مع الأسود المشتعل كلون الحمم التي قفز فيها تماما.
عينا الرجل البيضاء تماما بدون حتى بؤبؤ اسود، المناقضة للون بشرته وشعره وكأنها اللمسات الأخيرة لعمل مقدس.
كان الرجل متكأً براحة مع رداءه الحريري الفضفاض على اريكة ضخمة من الماجما السوداء.
حالما رأى الرجل أدريان اتسعت عيناه البيضاء بلا هوادة.
توتر أدريان من تغير ملامح الرجل.
رمش أدريان بعينيه.
" اللعنة !..."
لم يستطع أدريان منع نفسه من اللعن بصوت عالي من المفاجأة.
كان الرجل يقف أمامه مباشرة.
' تبا، لقد رمشت ! لقد رمشت فقط ثم ظهرت امامي من الا مكان !
هل تجسدت في رواية رعب؟ من لا يفزع بعد ذلك؟ بغض النظر عن وسامته الساحقة، تبا انه مرعب...'
" من... من تكون؟ "
سأل الرجل متحيرا، لم يكن مظهره متغطرسا كما كان من قبل، بل يمكن القول ان نبرته متواضعة.
' انتظر لحظة ! متواضعة... '
دهش أدريان من موقف الرجل بوجه جامد، لم يتغير تعبير أدريان البارد بغض النظر عن مدى تضارب مشاعره بالداخل.
نظر أدريان إلى ايزل بشك.
' بالنظر إلى موقفه، لم يلتفت حتى إلى الجانب، يبدو أن ايزل لم يظهر امام هذه الروح '
استنتج أدريان من تركيز الروح عليه فقط.
ابتسم ايزل وامال رأسه ببرائة.
( الم تخبر هذا العظيم ان مظهري الجذاب سيكون مشكلة؟
وعدت ان الا أظهر الا اذا سمحت بذلك.
اهممم لا تنسى اعطائي حصة إضافية من الشوكولاتة، اريد أيضا حلوى الليمون، يااا عصير فراولة أيضا....)
فرك أدريان صدغية من الثرثرة، كاد ان ينسى بسبب مظهر الرجل انه يبلغ فقط 7 سنوات.
" كلا، ربما اعلم من انت... لا استطيع معرفة ما تفكر به رغم انك في محاكمتي.
لم تتأذى من حممي اطلاقا، وتلك الطاقة الروحية المقدسة للملك....
هل_ هل انت الحاكم؟
لكن انت بشري كيف يعقل ذلك؟ "
سأل الرجل بحذر غير متأكد.
' انتظر... هل يعتقد اني ملك الأرواح بسبب ان ايزل يحيطني بهالته؟'
" كما قلت انا بشر، اتيت هنا كي اتعاقد معك"
رد أدريان بهدوء عكس عقله الصاخبة بطلبات ايزل للحلوى.
" ماذا عن طاقة الحاكم المحيطة بك؟"
سأل الرجل مع توقع غير معقول.
" لدي طاقة الحاكم لانه متعاقدي"
أجاب أدريان كما لو كان يقول بطبيعية ان الطقس اليوم لطيف لكن العاصفة تضرب حوله والرعد يزأر في السماء.
ارتجف بؤبؤ الرجل الأبيض.
" هذا... مستحيل، لم يسبق لحاكم الأرواح ان كان له متعاقد من قبل !
حتى لو كان يريد التعاقد يستحيل ان يكون هناك كائن بقوة روحية كافية للتعاقد مع ملك الأرواح..."
" حسنا هناك واحد الان، انه انا"
أشار أدريان لنفسه بغطرسه لا تناسب وجهه الرقيق.
ثم اطلق قوته الروحية.
نظر أدريان باتجاه ايزل.
" ايزل يمكنك الظهور"
" مستحيل لم أشعر بحظور احد غيرك "
أجاب الرجل بعدوانية وزاد اشتعال شعره.
( حسنا، لا تندم انت من طلبت ذلك)
' اندم؟ ماذا يقصد...'
تسائل أدريان، ولسوء الحظ عرف أدريان ماذا يقصد خلال لحظات.
أظهر ايزل نفسه خلف أدريان مباشرة.
اتكأ بوجهه الضخم على كتف أدريان
اشتكى كطفل صغير.
" لماذا تعامل متعاقدي بوقاحة..."
لم يكمل ايزل كلامه حتى.
دوووم !
سقط الرجل على ركبة واحدة حالما رأى ايزل واخفض رأسه.
" تحيي الروح حاكمها ومرشد الطبيعة"
قال الرجل بصوت مرتجف مع أنفاس متقطعة لدرجة ان أدريان لاحظ ارتعاش كتفي الرجل.
" لا اجرؤ على التعامل بوقاحة مع متعاقد الحاكم، خذ طاقتي الروحية المتواضعة كعقاب"
" ماذا تقصد، وما الأمر مع لقاء المعجبين المتعصبين هذا؟ "
نظر أدريان إلى ايزل حيث أن الروح لم يجب.
" في مفهوم البشر سيكون الأمر كأخذ حياته لانه اساء إلي؟
اوه، الم أخبرك هذا الحاكم عظيم، كل الأرواح ستقدم طاقتها الروحية لي "
قال ايزل بفخر كما لو كان لايهتم حقا اذا قتل الروح الأسمى للنار باستنزاف طاقته الروحية بأكملها.
' بعباره أخرى انهم يقدوسنه إلى حد التضحية بأنفسهم !!'
اليس هذا دمويا كثيرا لطفل في السابعة من عمره؟'
" هذه الروح المتواضعة جمع الطاقة الروحية لثماني مئة عام، سيكون شرفا لي امام جميع الأرواح ان تكون طاقتي لك"
قال الرجل الوسيم بتعبير متحمس وهو ينظر لأيزل غير المكترث بعيون كما لو كان يقدسه.
" كلا ! ، الم نأت إلى هنا كي نجد لك مساعدا؟
ماذا تعتقد انك ستكون كملك قتل مرشح لمنصب مساعده؟ هذا مخزي"
نظر اليه أدريان بنظره توبيخ.
' أشعر بالرعب كما لو كان عجوزا منحرفا ينظر لطفلي في السابعة من عمره، لكنني ان اسمح قدرتي المكتسبة الجديدة بالضياع !'
" همم، نعم هو مساعدي...
هيا قف، ستوافق على التعاقد مع متعاقدي وهو ما يكون شرف لك، ثم ستكون مساعدي "
نظر اليه ايزل بازدراء.
" لكن لا يسمح لك بالتجول حوله كما أفعل، ولن أشارك حلواي معك، هل تفهم؟"
ثم أشار الى الروح بغطرسه وسحب أدريان نحوه خوفا من اختطافه.
' هاااه، اللهي'
تنهد أدريان بعمق.
" انه شرف لي بالتأكيد "
نهض الروح، اطلق طاقته الروحية بإتجاه أدريان.
" الروح الأسمى للنار، تعترف بانهائك المحاكمة، سأكون متعاقدك حتى آخر نفس "
اطلق أدريان طاقته الروحي أيضا.
ظهر وسم الصولجان على جبينه، خلف ظهره اجنحه عملاقة شفافه.
ثم ظهر وسم اخر بنار حمراء مع الأسود الداكن من أصابع يده اليمنى حتى الكتف.
توهج الوسم واختفى في لحظة.
" ايزل ،لنعد"
ابتسم أدريان بتعابير شريرة.
**********
على متن طائرة خاصة صنعت من مواد الزنزانة فقط، تنطلق بسرعة خارقة.
تواجد شاب ساحر مع بذلة بيج انيقة، وفتاة صغيرة بفستان أخضر مائل للاسود مثل فراشة صغيرة.
كان الثنائي متأنق كما لو كانا سيسيران على السجادة الحمراء في اي لحظة.
" لماذا انت متأنق هكذا"
نظرت نورسين إلى سيلير باشمئزاز.
" بالطبع، لانني في رحلة لإنقاذ الأمير الذي اختطفه تنين شرير.
لذا تأنقت حتى يعجب بي الأمير اذا رأني وسيم، انتي أيضا متأنقة، الم تفكري في الشئ ذاته؟
لذا لاتنظر إلي كما لو كنت سأختطف طفلك، انه اخي ايضا"
تجمدت تعابير نورسين الباردة كما لو اكلت ليمونة حامضة.
شعرت ان أفكارها الطفولية التي لم ترغب لاحد باكتشافها ولم تستطع مقاومتها قد كشفت.
" من هو اخوك، هل اخي ابن عمك؟...
ايوووو... "
سألت نورسين باستفزاز حتى تشتت انتباه سيلير عن أفكارها، حتى أدركت ما قالته فشعرت بالاشمئزاز.
" يكفي هراء، اخي اختطف من قبل صياد نقل اني رتبة S إلى لابون"
" لم يختطف الم يذهب إلى هناك بنفسه؟ ستكون مسرحية رائعة، بفت، هاهاهاهاها... "

********
مرحبا جميعا، هذه الكاتبة.
الفستان في الصورة ما ترتديه نورسين ذات الأفكار اللطيفة.
قرآة ممتعة، لاتنسوا متابعتي و نجمة للفصل.

ان تكون في الهاويةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن