الفصل 7: إبنة!!

42 6 29
                                    

هيلين تتجول في الطرقات بشرود، هل يُعقل أنها السبب فيما حدث؟ سؤالٌ راودها ولم يُفارق بالها، دخلت مكتبها وأخذت تلملم الأوراق الخاصة بحالة عبد الرحمٰن وهي تجهش بالبكاء، أول مرة تبكي منذ سنوات ومن أجل من؟ من أجل فتى لا يقربها بشيء،قد يكون غريبًا لكنه عوضها عن حرمانها من الأولاد طِوال حياتها.

ذهبت للإدارة ودخلت بعد أن أذِن لها المدير بالدخول، وسلمت الأوراق وهي تغصِب الكلمات على الخروج:

ـ حالة عبد الرحمٰن علي فرج أصبحت أسوء ولن أقدر على عنايته، لذا أرجو أن تُسلم حالته لطبيب ذي كفاءة وقدرة على حالات الإكتئاب.

نظر لها الجالس على كرسي المكتب واضعًا قدمًا على الأخرى وقال وهو يرتدي نظاراته ويقرأ محتوى الأوراق بتمعن:

ـ مم حسنًا، لقد بلغني أحد الأطباء بهذا وتوقعت قدومك، حسنًا أنتِ مطرودة

جحظت عيناها وقالت بصدمة وهي تضم يدها لصدرها :

ـ ماذا!! سيدي أنت تعلم أن الطب النفسي هو شغفي وحلمي الذي أستهلكت من أجله سنوات عمري لكن لن أستطيع التعامل مع حالته بسبب كبر سني وضَعفي

وضع الأوراق بالدرج ونزع نظارته الطبية وقال بجدية ونبرة حاسمة:

ـ هيلين، أنتِ تعلمين أنكِ في عقدك الخامس وأيضًا يوجد أطباء متمكنين أكثر منكِ، لذا ستطردين من المصحة وتنتقلين للعمل بالعيادة أو تتقاعدين ويُحسم الأمر.

جددت الهواء في رئتيها وهي تنزع ال ID الخاص بها وتضعه على المكتب وتتحدث بتوتر وحزن:

ـ ما يُهمني أن أمارس مهنتي حتى آخر نفس أتنفسه، سأنتقل للعيادة وأشكرك على وقتِك يا أستاذ إياد.

قال لها وهو يبتسم بحنين:

ـ يمكُنك قول إياد فقط، لا تنسي ماضينا يا هيلين

رمقته بغضب وشردت لثوانٍ قبل أن تقول:

ـ لا يُهِمك لقد نسيته، أستأذِنك بأن أخرُج

إبتسم بتصنع وهو يأذن لها بالخروج، ويخرج ملفات المتقدمين للعمل بالمصحة وهو يقلب بين الملفات ويتفحصهم بدقة.

حرجت هيلين من المكتب وقالت لأحدٍ ما بالهاتف بصوتٍ هامس:

ـ نجح الأمر، أحسنت يا عميل رقم واحد، الآن الخطة الثانية في تمام الساعة الحادية عشر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فُتح باب الزنزانة ليُدخل الشرطي خولاء بداخلها وهي ساكنة لا تتحرك ولا تُبدي أي ردة فعل سوى أنها ترمقهم بنظرات حقد، أنزوت بزاوية بعيدة وأخذت تهمس بكلماتٍ غير مفهومة وكل من بالزنزانة يرمقونها بتعجب وإشمئزاز، نظرت خولاء لإحداهن ثم أكملت حديثها بصوتٍ أعلى وأوضح:

جرائم مصحات نفسية ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن