الفصل 8: القاتل الموعود أم من؟

27 8 47
                                    

[في تمام الساعة الثالثة بعد منتصف الليل]

في إحدى بيوت قرية من قُرى المنوفية إستيقظت إحدى السيدات لتوقظ زوجها لصلاة الفجر فرأت زوجها جثة هامدة على الفراش بجانبها وقد إزرق جسده، فصرخت بأعلى ما لديها وتجمع الجيران لطلب الإسعاف والإتصال بالشرطة، وكانت هي تصرخ وتنوح وجاراتها يهدئن من روعها ويحثونها على الصبر وأن هذا نصيب زوجها.

نُقلت جثة زوجها للمستشفى ووصل بلاغٌ للمركز الذي يعمل به ماهر، وأول ما جال بخاطره عن رؤيته للبلاغ هو حديث خولاء الآخير، أمر أحد الظباط بأن يرسل لزوجة الرجل ليُحقق معها بعد أن يذهب مع فريقه لرؤية موقع الجريمة.

تحرك ماهر مُصطحبًا عثمان ومحمد وورائهم باقي الفريق لمنزل السيدة وكان عثمان يثرثر كثيرًا ويردد ذات العبارة مرارًا "نهايتنا مقتولون لا مفر من الحقيقة" وقد ملَّ ماهر من ثرثرته فرمقه نظرة أسكتته ولم يجرؤ على الحديث.

وصلوا لموقع الجريمة في تمام الثالثة والنصف وإرتدى كلًا منهم قفازات الإستخدام مرة واحدة حتى لا تضيع الأدلة، إلتفت ماهر للباقي وقال بهدوء عكس طبيعته ولكن نبرته بها أمر:

ـ إن رأى أحدٌ منكم دليلًا أو أي شيئ مشبوه لا يلمسه ويناديني لأراها أولًا!

أومأ لهُ الفريق بطاعة فدخلوا أولًا لصالة الإستقبال وقد كانت تبدو طبيعية فقال عثمان بمزاح:

ـ باللهِ كيف سنجد دليلًا، أظن أن القاتل أحد أتباع خولاء، تلك المرأة ذكية حتمًا!!

أسكته ماهر وهو يرمقه بوعيد ثم لفت نظرهُ شيئ غريب في ساعة الحائط، أقترب منها وهو يزيلها ببطء وقد لاحظ أن هناك شيئ مشبوه! قال وهو ينظر لها بتمعُن:

ـ أهذة كاميرا! نعم هذة كاميرا مراقبة خفية! عثمان خذ الكاميرا للمركز وأستدعي خبيرًا، لكن إنتبة ولا تُكسرها

أمسكها عثمان بحرص ونزل بها لخارج البناية، ثبتها بإحكام على الكرسي الخلفي للسيارة وتحرك بها للمركز وهو مترددٍ هل يستطيع الإتصال بخبير وقد إقتربت الساعة الرابعة فجرًا!!

أنهى عثمان مكالمته مع الخبير وكان قد وصل للمركز دون أن يُفسد شيء مثل كل مرة

بعد رحيل عثمان أكمل الفريق سيرهم وقد دخلوا لصالة الضيوف، بعد ما وجد ماهر الكاميرا عزم على تفتيش كُل شبرٍ بهذا المنزل، أمرهم ماهر بالتفتيش ببطء دون إحداث أي خسائر، قال أحد الأفراد بدهشة وقد كان يُدعى "عباس":

ـ هُناك آثار أقدام هُنا! لكن أظن أن صاحب القدم كان يغسل قدماه بدم الجثة

قال عبارته الأخيرة قاصدًا إضحاك الآخرين، لكن لم يضحك احد، وأخرج ماهر كاميرته وبدأ يصور الآثار من جميع الزوايا، وأخرج كيسًا بلاستيكيًا ليحفظ به عينة من الدم ليستطيعوا التعرف على صاحب الآثار.

جرائم مصحات نفسية ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن