الفصل 2: إنتقام أنيق

70 11 40
                                    

أعطته الهدية وذهبت، فتح العلبه فوجد مذكِراتٍ لها غلاف من الجِلد المُصنع و ريشة وحِبر، كم تمنى أن يملك هكذا أشياء، ترك طعامه وذهب لغرفته ليخُط بها كُل ما يُريد لكن أوقفه الشرطي أمين وقال:

ـ إلتقطتك الكاميرات وأنت تذهب في ناحية غرفة الجريمة في الثانية والربع ولقطتك أيضًا وأنت تركض لغرفتك في الثانية والثُلث، لا تفسير سوى أنك القاتل.

قال عبد الرحمٰن وهو يعدل وقفته لوقفة واثقة وعيناه مشبثتان بعين أمين:

ـ أنت شرطي ومن المفترض أن تكون أذكى من هذا، ومن سيستطيع نزع القلب والقفص الصدري بكُل تلك المهاره غير طبيب؟ وأيضًا الوقت غير كافي لكل ما حدث بالجثمان.

أدرك عبد الرحمٰن أنه لا يجب عليه قول هذا فهو لم يرى الجثة بعد البارحة، الآن هو سَقى شك أيمن اللذي زُرع بفؤاده، إبتسم أيمن وكاد يجاوبه لكن جاء زميله ليعلمه بوصول تقرير الطب الشرعي للجثة الأولى.

زفر عبد الرحمٰن براحة عندما جاء ذاك الشرطي، كاد يختنق من الخوف، دخل غرفته وهو يشعر بصداع في جانبي رأسه ثانيةً فهو عندما يتوتر يأتيه ألمٌ في رأسه في المكان ذاته، وقد كتب له طبيبه السابق حبوب مسكنة لم يستغني عنها لسنتين.

أخذ المسكن وجلس يكتب ما حدث معه منذ ليلتين وهو يصف شكل القاتل وأعطاه إسمًا يليق به حتى لا يتشتت عند ذكره في المذكرات، دفعه فضوله ليتلصص على أمين ورجاله كي يعرف ما يقولون فذهب للغرفة الواقع بها التجمع ووقف على الباب يسترق السمع لحديثهم فكان كالتالي:

ـ يقول التقرير أن الفتاة كانت تقوم تقاوم القتل ولم تُعطى أي مُخدِر قبل هذا، مما يعني أنها شهدت قتلها، وجسدها شُق بمهارة كي لايقتلها، وهذا يوحي بكم الألم الذي عانت منه الفتاة.

قال الظابط أمين وهو يتناول حبة معجنات تبدو طازجة:

ـ ما يشغل عقلي الآن هو كيف إستطاع القاتل شقها بمهارة رغم مقاومتها وحركتها الكثيرة، وهذا دليلٌ آخر أن هذا القاتل هو طبيب جراحة ولا أشك أنه كان من أوائل جامعته، يمكن إن أستطعنا تخمين عُمره سنقدر على معرفة دفعته ونبحث في الطلاب عن المتفوقين منهم ونجده

ضحك ظابطٌ ثالث بهستيرية على حديث أمين ويبدو من ملابسه أنه من رتبه أعلى من الباقين وقال بسخرية:

ـ أمين أنت غبي، غبي!! ما أكد لك أنه لم يُعِيد أي عامٍ دراسي؟ وكيف بحقك سنتمكن من تخمين عُمره؟! وإن صار وكان من أوائل جامعته فلما سيلجأ للقتل أيها الظابط العبقري

إحمر وجه أمين وهو يرى زملائه يضحكون عليه، بينما كان عبد الرحمٰن يضحك بصمت سمع صوت خطوات فمثل أنه كان يمشي لغرفته فسمع صوت الطبيبه هيلين خلفه تقول:

ـ عبد الرحمٰن؟ ماذا تفعل هُنا في هذا الوقت إنها الثانية عشر ظهرًا وأمك تنتظرك لتراك!؟

جرائم مصحات نفسية ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن