ـ حسنًا...، حان موعد الغداء إقتربِ هيا تعالِ معي.
تحرك من غرفته معها للكافيتيريا لكن قابله عُمير وقال وهو يُبعد الطفلة عنه:
ـ قُلت لكِ لا تُكلميه سوى بمواعيد الأكلِ فقط!! وأنت ألا تعقل أنها مريضة توحد؟
ـ توَحُد!! لكن مرضى التوحد خجولين وإنطوائيين وهي عكس ذلك!!
ـ لا دخل لك
صمت عُمير لثوانٍ قبل أن يهمس لعبد الرحمٰن:
ـ ستفهم قريبًا يا فتى، لكن أصبر
ثم تركه وهو يسمح لغفران بالذهاب معه، لتقفز فرحًا وهي تركض نحو الكافيتيريا، تبعها عبد الرحمٰن وهو شارِد بما أخبرهُ عُمير، أ يُعقَل أن هناك سِرٌ ورائها؟ ولكن ماذا لطفلةٍ مثلها أن تُخفي!؟
قطع حبل أفكاره وصوله للكافيتيريا وجلس وهو يُحدق بغفران ثم سألها قالًا:
ـ أ لسنا أصدِقاء؟ لماذا لا تخبريني عن إسمَكِ إذًا؟
حكت رأسها ثم قالت وهي تصطنع الحيرة:
ـ مممم أصدِقاء؟ حسنًا سأخبِرُك بإسمي لكن عِدني ألا تسخَر منه.
ـ أعِدُك لن أسخَرَ مِن أسمك.
ـ إسمي نبيلة.
إبتسم وقال وهو يتناول قضمَةً من طعامه:
ـ إسمُكِ جميل ومُميز، كم عُمرُكِ إذًا؟
عقدت حاجبيها ثم قامت وهي تضع يدها على خصرِها:
ـ أنت مُحتال ستجعلني أخبرك كل شيء عني وأنا بالكادِ أعرفُ إسمك؟!
زفر الهواء من رئتيه ثم قال وهو يغتصِبُ إبتسامة:
ـ أنتِ المُحتالة يا صغيرة! لا بأس أنا سأُكمِل عامي التاسِع عشر قريبًا، وأنتِ؟
وضعت يدها على فمها وهي تتصنع الصدمة ثم نظرت ليديها وقالت وهي تَعِد:
ـ واحِد، إثنان، ثلاثة، أربعة، خمسة،سِتة، أنا سأُكمِل عامي السادس بعد بضعة أشهُر، لكن أنت طويلٌ جدًا مثل عُمير، كلاكما يُشبه أعمدة النور!!
ضحك عبد الرحمٰن بصخب ثم قال وهو يرتشف كوبًا من الماء ليُهدِئ من روعُه:
ـ أنتِ القصيرة يا غفران، أو علي القول يا نبيلة.
رمقته نظرة غضب وقرف ثم جلست لتناول طعامها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يستيقظ عثمان ليصرخ بعد أن أدرك أن القاتلة وصلت لعائتله لكن لا جدوى من صراخه ففاهُه مُغلق بقماشه تمتلك رائحة مقززة، ما إن أدركت خَولاء إفاقته إبتسمت وهي تتوجه ناحيته وتنحني وقالت بصوتٍ يُشبه فحيح الأفعى ووجهها مقابل وجهه :
أنت تقرأ
جرائم مصحات نفسية ✓
Gizem / Gerilimقاتل غير معروف يتسلل للمصحات النفسية ويقتل كُل أصحاب الحالات النفسية المتأخرة بطرق شنيعة و مقززة، فهل ستستطيع الشرطة الإمساك به وهم لا يعرفون حتى إن كان رجل أم فتاة؟؟