كيف! كيف لم تلقطه الكاميرات!! هٰذا يدل أنه يوجد نقاط عمياء لا تصل لها عدسة التسجيل!!
هدأ قليلًا ثم قال ببعض الذهول والسعادة:
ـ مهلًا وجود كعب لوبوتان له معنًا واحد!! أظن أن القاتل إمرأة وقتله لأنه قال من ذي قبل أنه لا يمكن أن يكون القاتل إنثى وهٰذا دليلٌ يفيد أن القاتل أو علي قول القاتلة يراقب المستشفى أو هو معنا هنا!
نظر له باقي الفريق نظرة رِضا وإقتناع، بينما عبد الرحمٰن ليس مذهولًا فهو يعلم من ذي قبل أنها إمرأة، تبسم بهدوء وهمس بسعادة:
ـ لقد إنتقمتِ لي يا قاتلتي نرجس كما أُلقبك، أشكرك.
عاد لغرفته قبل أن يلاحظ أحدٌ بوجوده ويصرخ به كما يحدث كل مره يمشي بدون طبيبته.
أمسك دفتر مذكراته ودوّن به عباراتٍ جديدة تنصُ على أن القاتلة إنتقمت له و قام بوصف جثة أمين وصفًا دقيقًا، لا ينكر انه كان يضحك على هيئته.
تجمع الرائد مع باقي فريقه وقال بنبرة بها بعض التشاؤم:
ـ خسرنا اخد اعضاء الفريق وهذا لا يوحي بالخير، إن هذه القاتلة مثل الجن الغرفه مليئة بالكاميرات والمستشفى ملثمة بالظباط الملغمين بالأسلحة كيف دخلت وقتلته وخرجت ولم يراها احد؟! محمد قل لي ماذا رأيت عندما راجعت الكاميرات؟؟
قال محمد وهو يتنحنح ويعدل جلسته:
ـ راجعت كاميرات المستشفى من وقت النوم إلى السابعة صباحًا ووجدت انه لا أثر لدخول أحد وكان هناك بالفعل زوايا عمياء وغرفة امين لم تلقط الكاميرا السرير ومسافة نصف متر من امامه.
رد الرائد وهو يحك ذقنه بحيرة و شك بشيئٍ ما:
ـ أظن أن هناكَ أحدٌ ما يساعدها ويغير اتجاهات الكاميرات كي لا تُلقط وبالنسبة لغرفة امين فلدي شك ان القاتلة نحيفه لذلك لم تلقط الكاميرا مسافة النصف المتر فقط، اعطني الفلاشة لأراجعها مرة اخرى واذهب مع عثمان لرؤية تقرير الطب الشرعي لجثة الشاب.
انها حديثه وقام الشابان معًا وهم عائدان سقط عثمان على الارض إثر تخبط قدمه بادوات التنظيف وأوسخ ثيابه بالتراب الذي كانت تنظفه عاملة النظافة.
ـ آسفٌ لذلك حقًا يا سيدة، محمد أسبقني لحين اذهب للمرحاض لتنظيف ثيابي وألحق بك.
أومأ له محمد وذهب عثمان لتنظيف ثيابه، دخل محمد الغرفة القابع بها الأجتماع وناول الرائد التقرير بعد ان اخبره بما حدث منذ دقائق.
عاد عثمان من المرحاض وهو يبدو عليه الصدمة ووجه أحمر ومتعرق دخل عندهم وهو يبدو عليه الإنهاك والشرود.
ـ ماذا حدث لك يا فتى ولما أنت متعرق هكذا أخبرني؟!
قال عثمان وهو يجلس مكانه:
ـ لا، لا شيئ فقط رأيت صرصورًا وخِفتُ منه
إنهال الباقون عليه بالسخرية والضحكات لكن كان هذا افضل أن يعلموا بما حدث في المرحاض.....
أمسك الرائد التقرير وقال بعد قرائته بتمعن:
ـ يبدو هنا ان الضحية لم يقاوم وإنما سلم جسده للقاتله وحسب حديث طبيبه النفسي انه كان مريضٌ بالأكتئاب في مرحلة متأخرة بسبب قتل زوجته على يد القاتلة هذا مثير حقًا يبدو ان القاتلة ارادت ان يجتمعوا في الجنة هذا مؤثر جدًا.
أنهى عبد الرحمٰن التدوين وهو يتخيل نفسه مكان القاتلة ويقتل أمين وينزع احشائه، لكن لفت إنتباهه أن كل جثة يؤخذ منها القفص الصدري دائمًا والقلب أحيانًا، يأتي بخاطره أن يقابل القاتلة ويسألها عن أي شيئ أثار حيرته.
اتت الطبيبة هيلين لتأخذه للكافيتريا لان موعد الإفطار كاد يفوته فترك الباب مفتوحًا وخرج ليأكل.
أتت الساعةمنتصف الليل وعبد الرحمٰن لا يقدر على النوم يريد ان يلمح القاتلة بأي شكل من شباك غرفته دقت الساعة الثانية صباحًا وهو متلهف لرؤيتها كاد يلتفت لينظر من الشباك لكنه رآها أمامه شامخة رأسها، كانت بيضاء البشرة وتمتلك شعر قصير يمتد حتى اذنيها طولها 170 على اقل تقدير ونحيفة بعض الشيئ ويوجد حرق بشع يحتل نصف وجهها وترتدي ملابس رياضية سوداء.
إبتسمت وتحسست وجهه وهي تقول:
ـ كنت تنتظرني أيها الفتى؟ يالك من لطيفٍ حقًا لد سمعت أنك تريد رؤيتي أهذا صحيح؟
صمت قليلًا ثم أومأ بإيجاب وهو يبدو عليه التوتر ثم قال:
ـ أريد أن أسألك لماذا لم تقتليني عندما رأيتني؟
ردت وهي تزيل يدها عنها و ترفع أحد حاجبيها:
ـ لأنني أعلم أنك لن تبوح بما رأيته فما لفتى تركته أمه وهو إبن الخمسة عشر عام؟ أوه صحيح لا تشكرني على ما فعلته بأمين.
قال لها بإبتسامة مشعة بالإمتنان:
ـ أشكرك حقًا لهذا، صحيح أيمكنك إخباري كيف تقومين بالقتل
صمتت قليلًا ثم قالت والغضب يكتسح وجهها فجأه:
ـ أيها الوغد سأنتقم لهذا.
قالتها ثم خرجت من النافذة وهي تنزلق على ماسورة المياة ففتح باب غرفته و الشرطة تقتحم المكان وعندما لم يجدوها قال الرائد بغضب:
ـ لقد خرجت من النافذة فلنذهب جميعًا وليبقى محمد مع الفتى
خرج الطاقم وراءه وبقى محمد معه وسأله عبد الرحمٰن:
ـ كيف عرفوا بوجودها؟
قال محمد بضجر:
ـ من مذكراتك ايها السخيف رآها احد المرضى وقدمها لنا
هنا تذكر عبد الرحمٰن تركه للباب مفتوحًا وعلم بمصيبته.......
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنت تقرأ
جرائم مصحات نفسية ✓
Misterio / Suspensoقاتل غير معروف يتسلل للمصحات النفسية ويقتل كُل أصحاب الحالات النفسية المتأخرة بطرق شنيعة و مقززة، فهل ستستطيع الشرطة الإمساك به وهم لا يعرفون حتى إن كان رجل أم فتاة؟؟