الفصل الخامس عشر:< مشاجرات >

14 1 0
                                    


توقفت السيارة فجأة...

لينزل منها الآخر و عيناه حمراوتان

لقد أصبحا في مكان معزول قليلا وسط حقول زراعية

بيلا لم تنزل هي فقط أرادت التأكد من أنه لن يؤذي نفسه

و هي حاليا تركته لوحده ليصفي ذهنه و يتخلص من غضبه

ليجلس على أحد الكراسي الخشبية بدون ظهر فوق السهل الأخضر

و هو ينظر للاشيء بينما يحرك رجله بعصبية و قلة صبر

لتفتح بيلا النافذة و قالت بصوت مسموع :"ليو...أصرخ لا تكبت
بداخلك...ذلك سيؤلمك فقط..."

ثم صمتت متداركة بأنه لن يفعل فهو بالنهاية رجل مافيا و لن يعلن
ضعفه

لكن صرخة مدوية تؤلم الآذان خصوصا بصوته العميق ذاك و كأن
وحشا صرخ من أعلى الجبل !

لتتفاجئ الأخرى و ابتسمت بحزن لحاله...فهو بالأخير إنسان أيضا

و بعد دقيقتين قالت:"هل هدأت الآن ؟...هل يمكنني أن آتي ؟"

ليستدير برأسه قليلا دون ظهره و أومأ لها

لتخرج إليه و جلست على بعد مسافة جيدة منه

ثم نظرت إليه بدى و كأنه بركان ثائر و رغم أنه صرخ بالفعل لكن
ذلك لم يكن كافيا...

لتصمت و هي تحاول تكوين جملة مفيدة في هذا الموقف الصعب

لينطق هو دون النظر إليها :"ماذا كنتي تقصدين بأني لن أراها مجددا؟"

"أنت تعرف جيدا ما كنت أقصد..."

ليصمتا مجددا ثم عاودت بيلا الحديث و هي تنظر إلى سنابل القمح الذهبية و هي تلمع تحت ضوء الشمس الساطع

"أنا أكثر شخص أعرف معنى هاته الجملة..."ثم بلعت ريقها و كأنها تحاول التحدث دون بكاء رغم أنه مر على ذلك ثلاث سنوات

"أنا لم أتقبل موت والداي لحد الآن..."صمتت مجددا

"رغم انه مر على ذلك زمن طويل...ربما يلزمني مئة عام لأتحدث عنهم دون أن يؤلمني قلبي و تكون لدي رغبة بالبكاء..."

لينظر إليها لشعوره بكمية الغصة و الحزن الكبير بصوتها

"الأمر مؤلم...فقدان أعز الناس إليك....لا يمكنك أن تتقبل انك لن تراهم مجددا و تتحدث إليهم...مفزعة..."قالت بتقطع

صمتت لمدة طويلة بينما تمسح دموعها التي لم تسقط بعد لتتبلل
رموشها و تضغط على أسنانها ليظهر فكها بشكل بارز من كثرة
الألم...

لتخرج تنهيدة طويلة ثم قالت :"انت تملك أما...رائعة...هناك الملايين في هذا الكوكب ليس لديهم أم...أو ربما لديهم لكنها لا تستحق ذلك اللقب... ليس كل الأمهات جيدات...لكن السيدة بيانكا أرى كم هي تحبك...و تهتم بك...المشاكل موجودة لا محالة
لكن يجب علينا حلها...و ليس الهرب منها...و ليس أن نجعلها
تتحكم بنا...لذلك مهما كان عامل أمك جيدا...هي كان لديها
الكثير من الخيارات...كان من الممكن ان تجهضك و لا تعود موجودا الآن بيننا...كان بإمكانها رميك في دار الأيتام...أو بيعك
حتى ! ، كان بإمكانها معاملتك بطريقة سيئة و أن تجعلك تعمل في سن صغيرة و تمنعك من الدراسة أو الأكل حتى....أو تحبسك في غرفة و تعذبك...لا تتفاجئ هناك من يفعلن ذلك بأبنائهن...
لذلك كن شاكرا ليونال...أنت محظوظ..."

بِــيـــــــــلاَ [متوقفة مؤقتا]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن