هروب

خوف

تضرب موجة رعد في الجو ، فتسحب إيرين من نومه. وللحظة، يصاب بالذعر، ويفكر أنه بحاجة إلى استبدال الدلو الموجود أسفل الفتحة الموجودة في السقف قبل أن يهطل المطر. ولكن عندما تضرب القطرات الأولى السقف المعدني، يستيقظ بما يكفي ليتذكر أنه أنهى آخر الإصلاحات قبل يومين كاملين. ومع تثبيت باب جديد، وتركيب نوافذ زجاجية، وعزل السقف ضد البرد والحرارة، أصبح هو وميكاسا الآن محميين تمامًا من العوامل الجوية

بالحديث عن ميكاسا، ينقلب إيرين على جانبه ، محاولاً ألا يوقظها، ووجهها مضاء بلطف بضوء خفيف. شفتاها مفتوحتان قليلاً، وشعرها منسدل حول وجهها. يجد إيرين نفسه منغمسًا في ملامح صغيرة يشعر أنه لا يستطيع التحديق فيها وهي مستيقظة؛ طول رموشها، والجلد المتجعد للندبة على خدها، يدها التي على الوسادة بجوار وجهها

والآن ، بعد أن مر على وجودهم في مورين أكثر من شهر

يذكره صوت المطر على السطح بالثكنات في معسكر التدريب باراديس. كان إيرين يفضل دائمًا الأسرّة العلوية، تلك الأقرب إلى السماء، على الرغم من أن لديه مساحة أقل للجلوس ورحلة أكثر صعوبة إلى الحمامات في الليل. كانت الأسرّة السفلية تجعله دائمًا يشعر بأنه محاصر. بالإضافة إلى ذلك، كان يحب الاستماع إلى المطر عندما يهطل في الليل. سماعه يطرق على السقف المعدني فوق رأسه يعيده إلى الطريقة التي كان يختبئ بها داخل البطانيات الخشنة التي يضعونها لهم في الجيش ويبتسم لنفسه .

كان زميله في السرير السفلي هو أرمين، الذي كان يفضله إيرين؛ وبصرف النظر عن حقيقة أن أرمين كان أفضل صديق له، كان ينام بعمق ولم يشخر أبدًا. في بعض الأحيان، كان بيرتولت، الذي كان ضخمًا لدرجة أنه كان يهز سرير إيرين كلما تحرك. أو كوني، التي كان يشخر بصوت زئير عملاق. خلال فترة معينة، كان جان، الذي اعتاد عمدًا دس قدميه وركل أسفل سرير إيرين وإيقاظه في الصباح، ثم حاول أن يقول انه يمد ساقيه وحسب .

يبتسم إيرين لنفسه عند تذكر ذلك. في ذلك الوقت، كانت هذه الأمور تغضبه بشدة . لكنه الآن يفتقدهم، يفتقد أصدقائه كثيرًا لدرجة أنه مستعد للفعل
أي شيء من أجل إيجاد حجة للصراخ عليهم وشجار وضرب مع جان .

لقد كان يفكر في بهم كثيرًا على مدار الايام القليلة الماضية. متسائلاً كيف حالهم، وماذا يفعلون. هل عادوا إلى محاولة إقامة السلام مع بقية العالم؟ هل كتبت يلينا إلى زيك لإخباره باختفاء إيرين؟ وماذا عن فلوك؟ لا يحب إيرين فلوك ، لكنه قد قضى معه كثير من الوقت. لقد أخبر فلوك بالفعل أنه يخطط للاختفاء عندما حضر الكشافة مؤتمر السلام، لذلك من المحتمل أن فلوك ليس لديه فكرة عن أن شيئًا ما قد حدث بشكل خاطئ في خطتهم الأصلية وأنه هرب مع ميكاسا وليس إلى مارلي . ربما فلوك لا يزال يعمل على تقسيم الجيش من الداخل. هذا يقلق إيرين عند التفكير فيه.