هروب

لا تخافي

يجلس إيرين على الأرض وظهره مستندًا إلى خشب باب الحمام المغلق

لقد كانا ينامان معًا كل ليلة تقريبًا منذ الليلة التي استسلم فيها إيرين.ويرجع ذلك إلى زيادة احتمال نجاحهما ، وأيضا لان الأمر منعشًا ومثيرًا لكليهما.

استيقظت ميكاسا هذا الصباح وهي تعاني من تقلصات في معدتها في الموعد المحدد تمامًا لبدء دورتها الشهرية؛

"لا يوجد طفل بعد." أخبرته بالخبر بصوت حزين للغاية قبل أن تحبس نفسها في الحمام، حيث كانت مختبئة لمدة ساعة تقريبًا.

يحاول إيرين استخدام أذنيه للاستماع صوت المياه الجارية في الدش - لم يتغير صوتها منذ عدة دقائق، مما يعني أنه إذا كانت ميكاسا هناك، فلن تتحرك. كانت تقف ساكنة .

وبينما كان يفكر في الأمر، سمع صوت تنهد منها . أدار رأسه حتى أصبح وجهه مضغوطًا على الباب ليناديها
"ميكاسا".

لا جواب منها

"من المؤكد أن الأمر يستغرق بعض الوقت ، لا تحزني "، قال إيرين . "يستغرق الأمر سنوات بالنسبة لبعض
الناس أليس كذلك"

يصيبه ندم فوري - ربما كان هذا أحد أسوأ الأشياءالتي كان يمكن أن يقولها. مواساته سيئة . "آسف" ،قال بسرعة. "انظري، لن يستغرق الأمر كل هذا الوقت. نحن صغار، أليس كذلك؟ أليس هذا هو العمر المناسب ؟

نعم، بالضبط،انت محق" لتجيبه أخيرًا "إذن، ربما أكون أنا السبب ، ربما المشكلة مني؟"

"ميكاسا ،ارجوك " قال إيرين. "لقد مر شهر. فقط هذا كل ما نعرفه ، ربما نحاول أكثر."

مرت لحظة صمت طويلة قبل أن تقول ميكاسا بصوت حزين، "جسدي يفعل دائمًا بالضبط ما أريده أن يفعل. إنه السلاح المثالي. لا يخذلني أبدًا. أبدً"

تنهد إيرين، وشعر بضيق غريب في صدره ؛ يمكنه أن يسمع في صوتها مدى الألم . "أعلم ذلك."

"ربما هذا كل ما يمكن أن يكون - سلاح وحسب. ربما أنا اقوم بسلب وتدمير الحياة فقط ،ليس لدي القدرة لأصنعها ."

هذا سخيف. هل تمزحين معي ؟" قال إيرين. "إذا كان من المفترض أن يكون أي شخص أمًا، فستكون أنتي."

ثم يتوقف الحديث لبرهة، ليسمع صوتها . قالت "هل تقصد ذلك حقًا؟"

"بالتأكيد. ربما أُجبرتي على أن تكوني جندية، لكنني أعتقد حقًا أنك وُلدتِ من أجل شيء أفضل "، يقول إيرين، وهو يرفع يده ويتخيل أصابعه بين أصابعها.

"وأنتي تتمتعين بكل الصفات... التي تتمتع بها الأمهات. كما تعلمين. أنتي ذكية. يمكنك توقع الأشياء قبل حدوثها. وأنتي طيبة. لا يمكن أن يكون هذا جزءًا منك دون سبب، أليس كذلك "