حقيقة أم كذبة؟

609 43 10
                                    

*منذ أن أعلنت عيناكِ علي حروب الحب، و أنا مقسم على احتلالها دون سلاح*

■■■■■■■■■■■■■■■■

*عودة للماضي*

بعد أن خرج ألكسي من الغرفة بقي الاثنان لوحدهما مجددا لينطق سيلفادور يصحح قولها

"اسمعيني جيدا رجاء ، عندما قلت حرب لم أقصد التي في بالك"

"و ماذا قصدت أيها التركي؟"

"حيث كان يسكن والدي كانت عدة قرى تعاني من حرب أهلية، من بينها قرية إزميرا، كان يحكمها شخص واحد اسمه عابدين و هو والد جدي، أنجب ولدان آردا و هو الابن البكر و جدي أرسلان و رغم أنه كان الابن الأصغر فقد قرر والده أن يجعله خليفة له، لذكائه و حكمته، لكن..أخوه الأكبر آردا رفض، و لأن تلك القرية كان تؤمن بالحفاظ على العادات انقسمت إلى فئة تدعم جدي و فئة تدعم أخوه، كما أن عدة مناطق أخرى مجاورة لقريتنا رفضت الرضوخ إلا للابن الأكبر ، تلك الأماكن كانت منعزلة تقريبا لا يصلها أي أمر من طرف الدولة و هكذا كانت الأمور تسير بوحشية"

سكت لفترة بينما دونا كانت تنتظر منه أن يكمل إلا أنه قال

"دعيني أُضَمد جرحكِ الذي ينزف و سأكمل لكِ"

أومأت له بخفة لتجلس فوق السرير فقط تعرضت يداها لبضع كدمات ستمنعها من الاعتناء بجرحها بشكل جيد، أما هو فقد أحضر علبة الإسعافات الأولية، ليجلس على ركبته يخرج المعقم و الشاش الأبيض من العلبة و هو يتنهد مُكملاً قوله

"استمرت تلك الحرب بينهما حيث أن أخ جدي ذهب إلى منطقة أخرى و تبعه كل من سانده، و بقي جدي هناك، خصوصا بعد موت والدهما تأزمت الأوضاع أكثر، والدي كان شخصا متفتحا و ذا ذكاء حاد، و لم تكن تليق به إلا ابنة أحد كبار تلك القرية، جاها و نفوذا، لكنه أثناء إصابته في إحدى المواجهات بينه و بين عمه ،ذهب إلى طبيب القرية، ليجد والدتي تعمل لديه ممرضة، كانت في السابعة عشر من عمرها، جذبته ملامحها الأجنبية، و عندما سأل عنها الطبيب قال له أنها مواطنة إيطالية مهاجرة، و لم تُدلي لهُ بظروفها التي دفعتها لمغادرة وطنها بهذا الشكل ، و لأنها خافت أن يجدوها و تتعاقب او يعيدوها لبلدها، توسلت الطبيب لتساعده مقابل سكن و أكل، لم تطلب أجرا أو مقابلا غير أن تخدمه كما يجب، و لأنه كان تقريبا الطبيب الوحيد و المشهور في تلك القرية ،فقد تعلمت أشياء كثيرة لا تعرفها ممرضة متخرجة، أُعجب والدي بها خاصة أنها كانت من النوع الهادئ و الذي يستحي خلاف قريناتها في قريته، و اللواتي كن يتربصن به طمعا بمنصبه و الذي لم يكن يهمه أساسا، هو كان يحبذ السلم و يكره إراقة الدم، لذا لجأ لأكثر من طريقة لتوصل إلى حل وسط مع عمه، إلا أن آردا كان عنيفا بشكل وحشي"

THE BLACK MAMBA حيث تعيش القصص. اكتشف الآن