في صباح اليوم التالي...
إستيقظَ ماركَ بِفزعٍ ، نَظَرَ بِجانبِهِ لَمْ يَجدْ أَباه عِندها أَدرَكَ بِأَنَّهُ قَدْ رَحل.
بَقي عابس الوَجه وَ هو يجلسُ بِمكانه على السرير يَنظرُ للفارغ.
التفتَ على يمينه وَجَدَ ظَرف أبيض عليهِ قَلم أسود يَخصُ والده موضوعاً فوق مُلحَقٍ خَشبي.
أَخذَ الظرف ثُم عادَ لِمكانهِ ليِقرأ ما كُتِبَ خَلفَ الظَرف
{بُني العزيز، لم أتمكن من اعطاءك الإجابة أمامك ، و لم أودعك
لأني أردتك أن تبقى نائماً لكن لا تقلق لقد قبَّلتك قبل ذهابي}
فَتَحَ الظَرف ليَجد وَرقةً مَطويةً، فتحها ليقرأ إجابة سؤاله
{لا تخلفُ وَعداً!}
-"ماذا..أهذا كل شيء".
ذُهلَ الوَلدُ بِهذه الإجابة القَصيرة نَظراً لحجم الورقة فأنَّها كبيرةٌ.
فَقَد كانَ يَظُن بأنّي قَد شَرَحتُ بِها ما يكفي لِملئ صَفحة كهذه.
أَخَذَ يُقلِبُ بالورقةِ لكنَّ لا شيء حتى إنتبه في أسفلِ يَمينِ الصفحة هنالك كلام كُتِبَ بِخَطٍ ناعمٍ.
{انا اعلم انَّك ذكي ، و أثق بقدرات عقلك لذا لم ارى هناك حاجة
للشرح ، و حتى ان لم تفهمها فأنا متيقن بأنك ستجد حتماً جواب}
إبتسمَ مارك في نهايةِ ما قَرَأَهُ فَهو يَشعرُ بتَشجيعي لَهُ.
قامَ مِنْ الفراش وَ هوَ يُرجِعُ الوَرَقة الى الظرف ليحتفظُ بِها.
•
•
•
فيما عِندَ المَحَطةِ حيثُ سوزان التي تقفُ مُعانِقةً دايڤيدكانَتْ تَرتَدي مِعطفاً أبيَضاً، مُمسِكةً بِقُبعتها البيضاء بيدها.
-"حلوَتي، لا تقلقي سأحرص على إيصال رسائلي لكِ كل يوم، حسناً؟".
قالَ دايڤيد مُطمِئناً إياها ناظِرَاً لَها مِنْ تَحت قُبَعتهِ العَسكرية.
-"حسناً".
قالَتْ لَهُ وهي تَبتعدُ عَنْ عناقهِ.
نَظَرَتْ بِعينيهِ وَ هي تُكوبُ وَجهَهُ بيديها.
إمتلَأَتْ عينيها بالدموع ففكرة رحيله عَنها أكثر ما تخافه، فماذا لو كان ذاهباً للقتال!
أنت تقرأ
جحيم 1916
Romanceعِندَما يَحيى الحُبِ وَسَطَ الحَربِ. أَحداثُ القُصة مُستوحاة مِنْ حَدثٍ واقعي. عِندما تَنبتُ بِذورُ الحُبِ وتنمو في خضمِ ظروف الحرب العالمية الأولى وكيف لهذا الحُبِ الصمود؛ وَ رُبَما سيقِطُ في النهاية مُعلِناً راية الفُراق. • • • -مَرحبا،أنا ديلوجن،...