كانَ أبني مُحاوِطاً خصري بِذراعيهِ الصَغيرتينِ.
مُرتَدياً بيجامة نَومٍ زَرقاء .
بُتُّ أَنظِرُ إليهِ مُصغياً لِما يَقولَهُ:
-"أَبَتِ،أنا اعلم انك تكذب عليَّ فأنت لم تذهب في رحلة عمل.."
قالَ كلامَهُ وَ هو يُناظِرُ السَقفَ ، بينما أنا نَظرتُ لَهُ بِصدمة
'ما الذي يجعله يتحدث هكذا؟' تساءلتُ بنفسي لأراهُ يعتدلُ بجلستهِ
وَ هوَ يَنظِرُ إليَّ وَ يمسحَ وَجهي بِكلتا كفيه الصَغيرتين.
-"انا اعلم ان هناك حرب لقد سمعت بذلك قبل عودتك بجهاز المذياع وعندما تحريت عن الامر اكثر استنتجت ان عملك في الحرب".
ثَبَتَ عينَهُ بِعَيني وَ كأنَّها نَظراتَ رَجُل وَ ليستْ لِطفلٍ لَمْ يَتجاوزُ السابعة.
تَنَهدتُ وَ أنا أَقول لَهُ بِشرودٍ :
-"بلى عزيزي أبوكَ مشغولٌ بكومةِ عمل لا أظنه بمنتهي".
-"ابي أمازلت لا تريد الاعتراف بالحقيقة!".
رَدَ عَليَّ بِغَضَبٍ طفوليٍّ ناظِراً بِحدةٍ نَحوي.
-"و لِمَ تتكلم بغضبٍ مع ابيكَ؟".
أجابني وَقدْ خَفَضَ وَتيرةَ صَوتِهِ:
-"أنه ليس بغضب..وانما انا قلق عليك ماذا لو حدث لك شيء وانا هنا غافل اظنك بعمل في باريس!".
-"همممم ، ولكن كيف تحريت عن الأمر، ايها المحقق الصغير؟".
حاوَلتُ التكلمُ بهدوءٍ لتغيير أجواء القلق المحيطةِ بِكلانا.
-"عندما سمعت مقدم نشرة الأخبار فيما قاله نحو حرب، ولا تكذب عليَّ و تخبرني انها نوع من انواع عروض الأزياء خاصتك.."
أنهى جملَتَهُ وَ هو يَوجهُ أصبعُ السبابةَ نَحوي وَ كَم راقَ لي هذا
لدرجة جعلني فِعلَهُ هذا أبتسم وَ اضعُ كفي على فَمي دلالة على ألَّا أقولُ شَيئاً مِنْ شَأنَهُ أَن يزعجَهُ؛لأدَعَهُ يُكمل كلامَهُ:
-"حسناً فأنا مطلعٌ على معنى تلك الكلمة منذ زمن ليس ببعيد واعلم ما تعنيه لذا...".
أَخذَ نَفساً وَ هو يَتذكر ما سيقصَهُ عَليَّ:
-"بدأت أتصفح بالصحف التي تخبئها في الفرن وعندما قرأتها وجدت عنواناً ينص على تجنيد إجباري..".
أنت تقرأ
جحيم 1916
Romanceعِندَما يَحيى الحُبِ وَسَطَ الحَربِ. أَحداثُ القُصة مُستوحاة مِنْ حَدثٍ واقعي. عِندما تَنبتُ بِذورُ الحُبِ وتنمو في خضمِ ظروف الحرب العالمية الأولى وكيف لهذا الحُبِ الصمود؛ وَ رُبَما سيقِطُ في النهاية مُعلِناً راية الفُراق. • • • -مَرحبا،أنا ديلوجن،...