كانَ طِفلٌ في الثامنةِ مِنْ عُمرِهِ ذا شعرٍ بُني يصلُ لِنصف ظَهرهُ
يَرفعُ قِسماً مِنهُ على شَكلِ كَعكة صغيرة.
لَمْ يَكُنْ يَرتدي شيئاً سِوى سَروالهِ الأَسود القصير الواسع.
حَمَلَ فَأسٍ بِصعوبَةٍ بيديهِ البيضاء النحيلتين .
آرهخك!
سَقَطَ الفَأسِ مِنْ يَديهِ عِندَما وَجه أول ضربة للجذع.
مَسَحَ جَبينَهُ بِكَفهِ الصغير ليُعيد أَخذ الفَأسِ ليقطع ذلك الجذع من جديد
آرهخك!
آرهخك!
آرهخك!
مَرة!
مَرتان!
ثلاثة!
رطم!
سَقَطَ الفأس من يدهِ عِندَ الضربة الثالثة
-"أوتش..".
قالَ الطفل بِتألمٍ وَ هوَ يَمسكُ عَضد يدهِ اليُمنى حالما أصابه الشد العضلي؛ فَوزن الفَأس كانَ لا يُضاهي وَزن يَديهِ.
رطُم!.
سَقَطَ الطفل بخيبَةٍ وَ هوَ يستند بِظهره على تلك الشجرة.
تَكَورَ مُحتضناً نَفسه وَ هوَ يَبكي دافِناً وَجهَهُ بينَ قَدميه وَ كَأنَّهُ يُواسي نَفسه على نفسه.
رَفَعَ رَأسَهُ سانِداً أياه على جذع الشجرة مُناظِراً الشَمسِ التي
تَفاعلَتْ أشعتها المُتَخللة مِنْ بَين الأغصان مَعَ عينيهِ البَريئة حيث
أصبَحتْ كالسماء الباكية.
نَزَلَتْ دَمعةٌ على وَجنتيهِ المُلطَخُ نَمشَها بالطين.
نَظَرَ لِلشَمسِ لِمُدة فرَغم إحتراقِها المُستمر فأنَّها لَمْ تَنطفىء مِنْ الألم
إذَن لِماذا عليه الإستسلام عِندَ أَولِ لَحظَةِ فَشلٍ؟
-"عِندما أتيت للحياة لم اعرف من انا ولمن انتمي فقط ماعرفه انني اسير بين شوارع ضيقة يكسوها المشردين الذين ليس لهم مأوى و هناك كالغابة لا تنجو قبل ان تفتك بالآخر حتى ان لم يفعل لك شيئاً فهذه هي القواعد لذا، كان عليَّ واجبٌ حماية نفسي.."
أنت تقرأ
جحيم 1916
Romanceعِندَما يَحيى الحُبِ وَسَطَ الحَربِ. أَحداثُ القُصة مُستوحاة مِنْ حَدثٍ واقعي. عِندما تَنبتُ بِذورُ الحُبِ وتنمو في خضمِ ظروف الحرب العالمية الأولى وكيف لهذا الحُبِ الصمود؛ وَ رُبَما سيقِطُ في النهاية مُعلِناً راية الفُراق. • • • -مَرحبا،أنا ديلوجن،...