جيرورورورو..!
جيرورورورو..!
خَرَجَتْ مِنْ غُرفَتها فَورَ سَماعِها رَنين جَرَس المَنزِل.
تَمشي في رواق المَنزل بِنعليها الأسودِ. وَ ثَوبِها الفَضفاض
البَنَفسجي القَصير ، ذو أكمامٍ طَويلَةٍ.
وَ شَعرِها الأَصهَب الذي كان يَصل لِنصفِ ظَهرها بِشكلٍ مُبَعثَرٍ.
حَرَكَتْ فَمها المُتَذمِر حين وِصولِها نَحو الباب . وَ مازال القَرع
على الجرس:
-"حَسناً قادمة..".
فَتَحَتْ الباب لِيُكشف عَنْ عينيها البُنيتينِ للقارِع :
-"ألا تمتلك صـ..".
قُطَعَتْ كلامِها تَزامناً مَعَ ما رَأتهُ ، و الصَوتُ الذي سَمَعتهُ يَهمِسُ بأسمِها قلِقاً:
-"سوزان!".
-"حبيبي ، أهذا أنت؟".
لَمْ يُصدقْ (دايڤيد) رؤيتها أمامهِ لذا ؛ إنحنى و إحتَضَنَها على الفَور.
كانَتْ كِلتا ذراعيهِ تَشد على ظَهرها بِقوةٍ ، وَ كَأنَّهُ يُعبر عَنْ شَوقهِ وَ قلقهِ بِهذا العناق!
-"لا أصدق بأنّي رأيتكِ من جديد!".
هَمَس لَها وَ هو يَفصلُ عناقهما ؛ طابِعاً قُبلةً على كَفِها الأيسر
ثُم كَوب وَجهها بينَ يديه قائِلاً:
-"إشتقت لكِ سوزان".
فَورما أكمَلَ جُملتهِ كانَ قَدْ طَبَعَ قُبلةً على عينيها حينما رَآها تَترقرق بالدموع.
دَفَعتهُ الأُخرى ضاربةً أياه على صَدرهِ وَ هي تَشهقُ :
-"هل هذا انت فعلاً..لِماذا لمْ ترسلْ لي!؟..ألا تَعلم كم ليلةٍ بقيت أنتظر بها حتى ترد على بريدي؟.. لِمَ دوماً تفضي بيّ نحو محض القلق!".
رَمَتْ كُلُّ هذا الكلام بِوجههِ صارِخةً عَليهِ بِبُكاءٍ ، وَسَط إستغرابِ الآخر
'عَنْ أيِّ رسالةٍ تتحدث!..فأنا لم أستلم منها شيئاً!'
تَجاهلَ تَساؤلاتَهُ مُحاولاً لِتهدِأتها:
-"إهدأي حَلوَتي، دعينا ندخل للداخل لنتكلم حسناً؟".
عندَ دخولهما رَمى دايڤيد حَقيبَتَهُ الخضراء على الأَرضِ ، مُتجهينَ نَحوَ غُرفةِ الجلوسِ.
أنت تقرأ
جحيم 1916
Romanceعِندَما يَحيى الحُبِ وَسَطَ الحَربِ. أَحداثُ القُصة مُستوحاة مِنْ حَدثٍ واقعي. عِندما تَنبتُ بِذورُ الحُبِ وتنمو في خضمِ ظروف الحرب العالمية الأولى وكيف لهذا الحُبِ الصمود؛ وَ رُبَما سيقِطُ في النهاية مُعلِناً راية الفُراق. • • • -مَرحبا،أنا ديلوجن،...