في الحاضر:
لَمْ يَستَطِعْ (ويليام) تَحمل تِلكَ الذِكرى ، عِندَها..!
سابَقَتْ دُموعَهُ الزَمَنِ.
-"أَتوق لرؤيتهما كثيراً".
رَبَتَ (آرثر) على كتفهِ الأيسر وَ هو يَقولُ بأبتسامة متصنعة مُحفِزاً أياه :
-"لكنَّكَ سَتراهما قريباً!".
••••••••••••••••••••••••
عِندَ الساحل....حَيثُ الظلام الدامِس في إحدى الحُجَر الصَغيرة ذات ضوءٍ خافِتْ ،
يَجلِسُ (دايڤيد) فيها مُرتَعِشاً ، وَ وَجهَهُ قَدْ كَساه اللونِ الأَزرَق ،
واضِعاً وشاحاً بلون الرَماديّ على أكتافِهِ عَسى أَنْ يُخفِفَ شُعوره بالبَردِ.
كانَ شارِدُ الذهنِ ، مُحَدِقاً في الفَراغِ أمامَهُ..حَتى مُدَتْ أمامَهُ يَداً
تَحمِلُ كوب يَخرجُ مِنهُ بُخار دلالة على سخونَتهِ.
-"اشربْ هذا الشاي كي لا تصاب بنزلة برد".
رَفَعَ (دايڤيد) رَأسَهُ للذي أمامَهُ كان (ماكس)!
أَخذَ الكوب مِنْ يَديهِ دونَ أنْ يَنبس ببنت شفة.
عِندما رأى (ماكس) صديقَهُ الثرثار لا يتكلم قالَ مُتسَائِلاً بداخلِهِ:
'مابهِ هذا الاحمق؟'
ثُم قالَ بِصوتٍ خَشنٍ مُتصنعاً اللامُبالاة لكنَّهُ يموتُ قلقاً:
-"ما بك؟".
"...!"-
لَمْ يأتيه رَد !.
-"أتحدث اليك لِمَ لا ترد؟؟ وما هذا الوجه الحزين؟".
تَحَدَثَ ماكس مُتسائِلاً بنبرَةٍ أعلى مِنْ ذي قبل.
عِندَما رَأى (دايڤيد) إصرار صَديقهُ ، وأسألته فعرفَ أنَّهُ لَنْ يكُفَ عَنهُ حتى يعلم ما بِه.
-"لَستُ حزيناً يا ماكس".
قالَ لَهُ ببرودٍ بنبرةٍ تُحذره ألا يسألَهُ شيئاً بَعد .
-"أذن، لِمَ لا نتكلم؟ ليس من عادتك السكوت!".
سَأَلَهُ (ماكس) وَ هو يَجلسُ بِجانبِهِ مُتَكِئاً على الحائط.
أنت تقرأ
جحيم 1916
Romansaعِندَما يَحيى الحُبِ وَسَطَ الحَربِ. أَحداثُ القُصة مُستوحاة مِنْ حَدثٍ واقعي. عِندما تَنبتُ بِذورُ الحُبِ وتنمو في خضمِ ظروف الحرب العالمية الأولى وكيف لهذا الحُبِ الصمود؛ وَ رُبَما سيقِطُ في النهاية مُعلِناً راية الفُراق. • • • -مَرحبا،أنا ديلوجن،...