الفصل الثاني والثلاثون

1 0 0
                                    


لـ الروائية رحمة محمد

وحين دخل بها الغرفة أغلق الباب سريعا وقالت بغضب وهي تنزع النقاب:

" نعم بقي عاوز إيه مش ماشية معاك إلا لما تحكي ليا كل حاجه و توعدني إنك هترجع تتواصل وتود والدك تاني و تستغفر ربنا كتير عن الذنب دا "

ابتسم وجلس علي الفراش وقال وهو يجعلها تجلس بجانبه:

"يا ستي حاضر بس معلش مش عاوز أحكي اللي حصل منه هو عمل أفعال مكنتش قادر فعلا أتحملها وحاولت عشان فعلا فوقتيني انا كد عاق الكلمة بتوجع بس فوقت مش حابب أخلي منظره وحش قدامك و هبقي أكلمه والله من بكره إن شاء الله"

وقفت سريعا ووضعت يديها في خصرها وقالت:
" ولي بقي مش النهارده دا عمو أحمد زعلان هيفضل زعلان تاني لـ بكره كمان "

فلتت منه ضحكة وقال:
" عمو أحمد صعبان عليكي أوي كد ماشي يا ستي بس النهارده ورايا شغل كتير و...... "

قاطعت حديثه قائلة:
" لا دا في أحلامك النهارده هتوصلني البيت وهكلمه يجي يتغدا معانا ويقضي اليوم معانا "

" الله كمان "

"دا بعد إذنك يعني"
"بعد كل الأوامر دي بعد إذنك لا كتر خيرك والله"

ابتسمت و
وقفت وبدأت تضع ملابسها في الحقيبة حتي يذهبوا وما إن انتهت قالت:

"يلا شيل الشنطة دي بقي وتعالي ورايا"

وذهبت وتركته يأتي خلفها

حين اقتربت على أشقائها أصبحت تسير جانبه وقالت له بهمس:
" اوعي تفكر سامحتك على عمايلك دي دا بس عشان هما قاعدين مش يشوفوك ماشي ورايا كد "

ابتسم دون حديث وإستأذن من أشقائها وقال هيثم بصوت يسمعه:

"يوم ما تفكر تعمل حاجه زي كد تاني صدقني مش هتيجي على بوكس بس"

رد عليه وهو يسير:
" باذن الله مش هتكرر تاني أبدا "

وذهب هو وهي لخارج المنزل في طريقهم إلي منزلهم حاول التحدث معها ولكنها كانت تتجنبه طوال الطريق أخرجت هاتفها تحت أنظاره وبدأت في الإتصال وقالت ببسمة:

" وعليكم السلام يا عمو أحمد
الحمدلله بخير وإنت كمان والله ليك وحشة إيه رأيك بقي تيجي تتغدا معايا النهارده، أيوة طبعا هكذب ليه، لا مش لوحدي معايا أدهم إبنك، وهو هيقول إيه بس دا هو حتي جنبي أهو "

نظرت له وكتمت الصوت وقالت:
"عشان ربنا يا أدهم إمسك كلمه وخليه يجي"

أمسك منها الهاتف ولأول مرة منذ عشر سنوات يتحدث معه وبلطف دائما حاول والده الوصول والتحدث إليه ولكنه دائما كان لا يسمع له والآن يحدثه...

قال بهدوء:
" وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخبارك يا بابا "

بفرحة:
" أنا الحمدلله يا إبني وحشتني أوي يا أدهم، مش مصدق إني هشوفك النهارده وآخدك في حضني إنسي يا ابني كل اللي فات عشان خاطري أنا مش ضامن هعيش قد إيه تاني "

"خُطوه تَغْيِير"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن