لـ الروائية رحمة محمد
"وإنها لرحلةٌ طويلة، وكلما ظن المرء أنه قد اقترب، جائته لحظة صادقة، أو صادمة، تكشف له أنه مازال بعيدًا، بعيدًا جدًا..
إنها رحلة الإخلاص!
- أحمد شُقير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وحين ذهبت للأعلي بدأت في وضع الزيت على أعلي درجة بالدرج وبعد آن انتهت، نادت على جوهرة وقالت:
"جوهرة يا حبيبتي تعالي نقعد في أوضتي نرغي شويه وسيبي بابا و أدهم سوا كد بيكلموا في الشغل"
نظرت جوهرة لـ أدهم ورأته يشير لها بيده بالموافقة، فقالت:
"حاضر جاية "
وطلعت على الدرج بهدوء، بين ابتسامة أميرة الواسعة لها، حين وصلت على آخر درجة من الدرج لم تشعر بنفسها إلا وهي تسقط على الدرج، صرخت أميرة وقالت:
" إلحق جوهرة يا أدهم "
حين رأي أدهم ذهب سريعا نحوها هو و والده وكانت أصبحت في نهاية الدرج، وبدأت أميرة سريعا في مسح الزيت جيدا، ثم نزلت سريعا لهم، وكانت قد أغلقت عينيها معلنة الإستسلام لهذا الألم.
رأي أدهم الدماء التي على الأرض جانبها تألم بشدة وحملها سريعا وذهب تجاه السيارة، ولحق به والده وأميرة...
كان طوال الطريق يردد:
"يارب سترك يارب والله ما معترض على قضائك إنت رزقتها بالطفل وإنت كمان يارب أ...."
لم يستطيع نطقها من ألمه وقال في وسط بكائه:
"والله الحمدلله يارب راض يارب بس استرها يارب يارب سترك وتكون جوهرة بخير يارب"
وظل يحمد الله ويدعوه أن تكون جوهرة بخير حتي وصل للمستشفي، حملها سريعا نحو الداخل، وأدخلوها سريعا العمليات...
وهو بالخارج يدعوا الله فقط، ويتذكر حديثها بالأمس عن الطفل ماذا ستفعل حين تعرف أنها أجهضت الآن ماذا ستقول!
وبعد تقريبا ساعتين من القلق والدعاء فقط...
خرجت الطبيبة قائلة :
" للأسف الطفل مقدرناش ننقذه "
أدهم تلقائيا:
" و جوهرة دلوقتي كويسه "
" للأسف الوقعة كانت شديدة جدا و قصرت على دماغها "
"طيب يعني هيا حصلها اي دلوقتي "
"للأسف ممكن الخبطة دي تعملها فقدان ذاكرة مؤقت لانها كانت شديدة جدا على دماغها بس هنشوف هيحصل إيه"
"خير خير الله المستعان الله المستعان"
جلس يحمد الله أنها بخير وإذا فقدان ذاكرة مؤقت أو حتي دائم لا يهم المهم أنها بخير...
ودقائق وجاء هيثم وأشقائها، وقال لهم أدهم ما حدث قال هيثم:
" الحمدلله انها بخير وربنا يعوضها "
خالد:
" خير والله يا أدهم متزعلش كد يا صاحبي والله دا خير ربك كريم وان شاء الله يكرمكم قريب بذرية صالحة "
أنت تقرأ
"خُطوه تَغْيِير"
Aventuraخُطوة الأمر كله يبدأ بخطوة إما أن تأخذنا نحو الأمام، نتقرب بها إلي الله تعالي أكثر وتكن سببا في دخولنا الفردوس الأعلي ، وإما أن نخطو خطوة واحدة تكن سببا في بعدنا عن طريق الله تعالي، طريق الحق وتجعلنا نسقط قاع جهنم، فاحذر أن تخطو وتبتعد وتسقط بالقاع...
