إنتظار القلب لضوء العقل

19 8 2
                                    

إذكرو الله

_________________


التاسع عشرة من ديسمبر.
في تمام الثامنة ليلًا أقف بجانب نافذتي مراقبًا الشارع الفارغ ،شجرة التفاح ألتي إستغرقت ثمان سنوات لتناول ثمارها فارغة أمامي الأن ،أذكر أنني كُنت بجانب جوليان جالسًا على الأرض وغاضب العقل غير عالم لكيفية زراعتها،وهي تقف بجانبي تراقب إحدى الفراشات ذات اللون الأبيض .

عاتبتها على عدم إهتمامها وجلوسها للهو فأتت إلي برقة كالفراشة جالسة القرفصاء بمحاذاتي،إحتضنت كتفي بكفها تعتذر مني بقبلة فوق خدي ،سامحتها لقلبي الرقيق ولإنعقاد معدتي لحركتها،قمنا بزراعتها معًا بعد ذلك ،ولكنها لم تأتي لتراها مُنبتة الأن ..

جوليان حبيبتي قلبي ينتظرك في كل ليلة مناجيًا إياكِ لتؤنسي وحدتي المظلمة،فبعد إختفائك أضحيت جسد خالٍ ،جسد هزيل لا يعرف اليوم من الغد .
والسبب؟ لا أعلم ،ربما حُزن قلبي أثر على عقلي لينهش بخلاياه راميًا السَقم بها .

خشخشة أوراق جذبت إنتباهي،فرفعت بصري عن أصابعي ذات الأظافر الدامية،أبصرت جسد غير مهندم الهيئة فتعرف عليه فؤادي مخبرًا إياي أن أذهب ناحيته أخذٍ إياه بحضن دافئ،ومن أين سيأتي الدفئ ؟بالطبع ليس مني .

لكن تجمد جسدي فوق ذلك الكرسي الخشبي مراقبًا الجسد يقترب بهدوء من شجرتي،إنتفضت من مجلسي عند رؤيتي لها تضع شيء أسفلها،أتخرب شقائي؟
حررت قدمي لأركض للأسفل ثم خرجت بشكلًا همجي من الباب الزجاجي،لم تسمع أصوات أنفاسي المتعالية ولم تستمع لخطواتي ألتي لو كانت الأرض أنسان لصرخت علي لأخفف من ضرب كعبي فوقها.

سكن بدني عند رؤيتها تُربت على الشجرة بهدوء ،فقربت نفسي سامحًا لعيناي أن تلتقط ما تفعلينه.
كُنتِ تمسدين على جذع الشجرة بلطف متحدثة معها ببعض الكلمات ألتي لم تدركها مسامعي،ففضلت الوقوف خلفكِ مراقبًا ما تفعلينه .

فتاة بشعر برتقالي اللون ،بشرة بيضاء ونمش خفيف منثور فوق خديك كالنجوم ببساط السماء،عيون خضراء بلمعة تخبرني مدى خبرتك بالحياة،إنتبهتي لي أخيرًا ملتفتة بفزع لرؤيتك لجثماني يحدق بكِ.
لم ينتظر قلبي ليضيئ له عقلي الطريق مخبرًا إياه ماذا أفعل فأنسابت الكلمات من فمي بلا شعور قائلًا:

"أنتِ يا ذات الخصلات البرتقالية،أسحبي ذلك الكرسي وأجلسي أعلاه ،حادثيني بأي شيء ولن أمانع إعادته فأنا سأنساه على أية حال ،إشغلي وقتي وأنسي وحدتي "
"وسأعطيك تفاحاتي الحمراء كمقابل ما رأيك؟"

___________________

لــا تـــنــســانــي [جِ.جَ.ك]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن