إذكرو الله
___________
بأعين فيونا
أتت الشرطة بذلك اليوم باحثين عن السارق ،والذي كان أنا ! لم أتوقع أنك قد تُبلغ عني لكنني أعذرك..فأعلم أن هناك علة تكمن بعقلك ،تمنعك من التصرف بشكل صحيح .
وتمنعك أيضا من ذِكر شيئًا عداها ..،هي من كانت السبب في حالتك المتدهورة ألتي أراها الأن ،نائمًا ومساماتك تُخرج مائها على هيئة عرق ،تملكك التعب فتمنيت أن يذهب سقمك ويأتي إلي لترتاح أنتَ وأرتاح لرؤيتك بخير .
"أتعلمين عقوبة البلاغ الكاذب؟!"
صاح بوجهي ذلك الشرطي فأشرت له ليخفض صوته لأنك نائم .
"سيدي الشرطي هو مريض لا يعرف ما يفعل وغير مسؤول عن تصرفاته"
"ولماذا ليس في المصحة ؟ماذا يفعله وحده هنا هذه جريمة !"
"هو ليس وحده أنا بجانبه وأعتني به "
بررت موقفكَ للمصيبة ألتي إرتكبتها وأنتَ غير مدرك،ومازلت أسامحك على هذا ،ثم إنتهى الأمر بأن الشرطي أمرني بالذهاب للقيام بوثائق قانونية تُثبت وصيتي عليه وذهب .
فبقيت أنا وأنتَ وحدنا ،إقتربت جالسة بجانبك أتبختر بعيناي فوق ملامحك القاسمة ،بهاءك خلاب وأنتَ بهذه الحالة فما أدراني بمظهرك وأنتَ بكامل عافيتك؟ أستأسرني أكثر ؟زفرت أنفاسي بتعب شاعرة بجفوني وكأن هناك أفيال تبترك فوقها ،فهويت بجسدي بهدوء متخذة لي حيزًا من حضنك الدافئ ،سامحة لنفسي بالنوم بجانبك ولأول مرة أنام بلا كوابيس ..فكُنت أمراة لا يجالسها النوم إلا نادرًا ولكن بين أحضانك غفوت سهوًا ولم أدرك حتى متى غفوت ،أذلك سحرك الذي أُلقي علي؟ من المؤسف أن هناك من يشغل قلبك وليست أنا ..
ومن المؤسف أيضا أنه لا يبقى لكَ الكثير ..
_________________ضوء الجونة بزغ ليضيئ عتمة تلك الغرفة ،فتتسلل خيوطها الذهبية إلى عيون النائمان بسلام تعبث معهم ليفيقوا من سباتهم الشتوي .
قبض جفنيه بثقل متضايقًا من ذلك الضوء الذي يخترق جلده ،فرفع كفه يُحيط جفنيه حتى لا تزعجهم الشمس الساطعة اليوم ،دار برأسه عند شعوره بجسد أخر يخترق حيز مساحته الشخصية ثم فتح عينيه يرمش عدة مرات حتى تذهب تلك الرؤية الضبابية،خصلات برتقالية !رفع سبابته يُبعد خصلاتها عن وجهها فيرى أساريرها النائمة بسلام ،نقر خدها الممتلئ الذي يواجهه عدة مرات حتى يوقظها،فأستمع لأنين حانق يصدر من الجثمان النائم .
"خمسة دقائق أخرى فقط .."
غمغمت بصوت محتنق لدفنها لرأسها بصدره حتى تنعم بنوم هانئ كما لم تفعل من قبل ،توتر باغته فأحمرت أذنيه لفعلتها،ليس معتاد على الإقتراب من أحد غير جوليان .لم يتحمل قُربها فدفعها بعيدًا عنه ،شهقة فازعة رنت بأرجاء الغرفة تجعله يسد أذنيه عن صوتها ذو الذبذبات العالية .
"ماللـ جونغكوك؟"
فاهت تستعيب وجوده أمامها ،تلفتت حولها تتأكد أنها ليست بمنزلها ،غفت هنا ..إستعاب عقلها متأخرًا أحداث اليوم ،شرعت تنهض من فوق الأرضية ترتب لمظهرها أمامه.
"ماذا تفعلين بسريري ؟"
تسأل بهدوء على عكس ما توقعته فنبرته أوقفتها عن ترتيب ذاتها وترتيل صلوات حتى لا يقوم بضربها أو طلب الشرطة مرة أخرى ،أبصرت وجهه بعد أن رفعت جمجمتها لتقابله،كيف يبدو جميلًا لتلك الدرجة وهو إستيقظ منذ دقائق ؟ أهذا ما كانت تراه هي ؟بحسرة تمتمت بخلدها والغيرة ضربت فؤادها بلا رحمة .
متناسية سؤاله ومتناسية أنه ينتظر منها إجابة.
"أنتِ!"
صاح حتى تستفيق من سهوتها ،فنظرت إليه بحدقتين مرتعشتان،تمنت فتلك اللحظة أن تكون فاقدة لذلك الجزء من عقلها الذي يسمى الذاكرة حتى لا تتذكر أمر مرضه .
"جون أسمع .."
تمتمت بغصة تحشر كلماتها بين أحبالها الصوتية فتخرج نبرة مهترئة ومهتزة.
"أسمع ماذا ؟""جونغكوك في الواقع أنتَ ..أنتَ مريض ويجب أن تذهب للطبيب ليعالجك "
رمت كلماتها بوجهه لترى ملامحه ألتي سُحب منها لونها لتضحى شاحبة ،نفى برأسه مغلقًا على عقله حتى لا يستمع لكلماتها ويفهم معناها ليس بأحمق لكنه يتغابى.
"لا أنتِ مخطئة أنا لست مريض العلة ليست بعقلي بل بقلبي! ف جوليان عزيزتي إختفت ومنذ ذ.."
"جوليان ليست متواجدة جون !"
"جوليان رحت ولن تعود !وأنتَ ستموت أن بقيت هنا تنتظرها "
عصفت به بقسوة سامحة لدموعها أن تشق طريقها فوق وجنتيها،شُلت أسارير وجهه من تلك الأحرف السامة ألتي إخترقت مسامعه ،جوليان ماتت؟..تبادر ذلك لذهنه فشرع عقله يعصف إعصار من الألم بجدرانه السميكة.وضع يديه على رأسه يحاول الحدّ من ذلك الألم نافيًا برأسه عدة مرات بقوة .
"ل لا جوليان لم ترحل ! لا لا ..أنتِ كاذبة!"
تمتم بصوت متقطع يحاول الهرب من الواقع ،فليست جوليان من سترحل وتتركه وهمَ تواعدا على الموت سويًا!صفير حاد ضرب بطبلة أذنه ،فلمّ يعد يتحمل أكثر ما يطرأ على جسده من تغيرات ،هوى جسده الهزيل غير متقبلًا لتلك الحقيقة .
جوليان لم ترحل !
_______________________
أنت تقرأ
لــا تـــنــســانــي [جِ.جَ.ك]
Short Storyأنتِ يا ذات الخصلات البرتقالية أحضري لي هذا الكرسي،أجلسي أعلاه وحادثيني أشغلي وقتي إلا يعجبك؟حسنا خذي تفاحة وأجلسي هل أعجبك؟حادثيني عنكِ حتى أراكِ مجددًا واعيدي حديثك مرارًا وتكرارًا ولن أمل لأنني سأنساه... ماذا كنت أقول؟ من أنتِ؟ أذهبي من على كرسي...