ألف ليلة وليلة :فيونا

21 10 3
                                    

إذكرو الله

________________

بأعين فيونا

تكرر الأمر لأسبوع أصبحت أتي إليه فكل ليلة نجلس أسفل شجرة التفاح أروي له قصص بعضها حدث معي وبعضها ألفتها في طريقي للقدوم إليه،لم أُخطئ عند تشبيهي له بالطفل فهوا كذلك،برغم محيط الكأبة الذي يغرق به عميقًا إلا أن عينيه تشع براءة،وكل  مرة أتي له ينسى من أكون فيناديني بذات الخصلات البرتقالية ألتي لم أحبها يومًا لكن إعجابه بها إنتقل إلي فأضحيت أحب سماع ذلك اللقب من بين شفتيه .

لم أمنع نفسي من الوقوع في شبكة إعجابي به ،فنار الصبوة لا تعرف من تحرق ،وقررت حرقي أنا ،جاعلة إياي متمنية أن تدوم تلك الليالي لألف ليلة وأكثر.
دائمًا يسألني عن أسمي بعد نهاية كل قصة ولم أضجر يومًا من أن أجيبه بصدر رحب ،لكنني كُنت الاحظ ذبوله يومًا بعد يوم ،ففي إحدى المرات قد خرج إلي وملابسه مبعثرة مرتديًا بنطال أزرق وفوقه قميص زهري نسائي !صُدمت لفكرة أن لديه أنثى أخرى في منزله برغم عدم ذكره لهذا أبدًا فلم يكن يتحدث معي من الأساس .

كان يلتزم الصمت جليسًا يستمع إلي فقط، قفزت من فوق السياج كعادتي فالدخول لحديقته ومجلس إجتماعنا،ربما لم يطالبني بالدخول لمنزله مسبقًا لأن به أنثى أخرى قد تغضب لدخول ،شعرت بالضيق من تلك الفكرة والغيرة تسللت لقلبي.
فقررت أن يكون إجتماعنا هذه الليلة بمنزله حتى أبحث عن طيف تلك الأثنى الذي يرتدي ملابسها.

تحركت ببطئ حتى لا يستمع لوقع خطواتي ذاهبة ناحية الباب الزجاجي ،فتحته بهدوء ثم أغلقته خلفي .
تجولت بعيناي في المكان باحثة عن أي إشارة لتواجد سيدة بهذا المكان ولم أجد !،كان منزلًا فوضوي الطبع وهناك أشياء غريبة موضوعة في أماكن أغرب .
كملابسه ألتي على الأريكة والطعام الذي يوضع أسفل الطاولة وبعض الأوساخ والأتربة تحتل المساحة الأكبر من غرفة المعيشة هذه .

لا عجب أنه يعيش وحده إن كان هذا حال منزله ،أخذت بقدمي أنقش بصمة قدمي أعلى الأرضية صاعدة إلى غرفته ،برغم أنني لا أعرف مكانها بتحديد إلا أنني سأعتمد على حدسي.

وجدت أمامي ممر عند إنتهاء السُلم ،به ثلاثة أبواب سوداء الطلاء وبمقابض فضية.
"واحد إثنان ثلاثة سأدخل من هذا الباب بسلاسة"
قُلت بينما أمرر سبابتي بين الثلاثة أبواب حتى توقف على الباب الذي في المنتصف ،هذا هو الباب الذي سأدخله.
حررت قدمي متحركة ناحيته ببطئ مستمعة لصرير من الخشب الذي أدهسه ،تمسكت بالمقبض فاتحة للباب بسكون فترأى إلى عيناي سرير ،تبسمت بسعادة لنجاح خطتي ومعرفتي لغرفته بحدسي فقط .
فتحت الباب على مصرعيه لأرى الغرفة بأكملها بوضوح،وجسده النائم فوق السرير أيضا .
ولجت للغرفة بلا إستئذان سامحة لحدقتاي بتفحص المكان بجرأءة فكانت هذه الغرفة مُرتبة أكثر من غرفة المعيشة .

بحيث لا توجد أشياء حوله سوى كرسي بجانب النافذة وتلفاز صغير الحجم أمام سريره ،بعض الملابس على الأرضية فقط ،إقتربت منه بهدوء أنظر لوجهه النائم بسلام .
نسي موعدي معاه ونام ،من الجيد أنني صعدت لهنا فقد كنت سأتجمد بالأسفل منتظرة إياه،خصلاته مبعثرة وملابسه ترتفع عن جسده بسبب وضعية نومه .

إبتسمت لمظهره الجميل مبتعدة عنه حتى لا أوقظه،كدت أغادر الغرفة لكن إستوقفني دهسي على ورقة ما .
إنحنيت بفضول أمسكها بيدي .

وليتني لم أفعل ...

______________________

لــا تـــنــســانــي [جِ.جَ.ك]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن