إذكرو الله
______________
الثامن عشرة من ديسمبر.
جالس فوق كرسيّ الهزاز مستمتعًا بتحركاتي للأمام والخلف كطفل في السابعة ،أُشاهد المياة المُجمدة تضرب نافذتي ببياضها الساطع ،كاره للثلوج كنت ومازلت ،لكن حبيبتي جوليان تحبه لذلك أراقبه من أجلها .
أين هي على أية حال؟ لم أراها منذ...لا أعلم فقط لم أراها،ربما هي تلعب معي الغميضة كانت تحبها أيضا .
تثأبت مخرجًا كومة من الدخان لوحت بكفي أبعده عن وجهي فيتناثر مع جزيئات الهواء الغير مرئية بعيدًا،ثم أخذت بجسدي من فوق الكرسي عند شعوري بالنعاس يتغلب على جفناي .كدتُ أن أبتعد عن النافذة لكن أستوقفني بدن يقتحم حديقتي،رفعت حاجبي مركزًا عيناي على تحركات ذلك الجسد يبحث عن شيء مستخدمًا حاسة اللمس والبصر ،من هذه ؟ شرعت أفتح النافذة لأحصل على رؤية أفضل لكنها أختفت !
أين ذهبت ؟،إلتقطت مسامعي صوت طرقات قادمة من الأسفل ،فتجاهلت تلك الفتاة متحركًا بكسل يغزو حواسي ناحية الأسفل .
من سيأتي إلي بهذه الساعة !ذهبت ناحية باب الحديقة الزجاجي عند تكرر الطرق من هناك ،فتاة ؟ أهي نفس الفتاة ألتي كانت تتجول بحديقتي منذ لحظات ،ماذا تريد تلك المتسولة!؟
إبتسمت لي فور ترأي بدني مقتربًا من الباب ثم قامت بنفث أنفاسها فوق الزجاج محدثة بقعة بيضاء كبيرة أخذة شهيق طويل بعدها ،إستخدمت سبابتها بخط حروف فوق تلك البقعة ،شخصت بصري على ما تكتبه متنسيًا أمر تواجدها في الخارج بالبرد الفاتك للعظام
'مرحبا لقد أتيت مجددًا '
إستغرفت أكثر من دقيقة كاملة لتكتب تلك الجملة البسيطة،نبشت بذاكرتي سريعًا باحثًا عن وجهها في قائمة الأشخاص الذين أعرفهم ،ولم أجد لها جزء بذاكرتي فمن هي ياترى؟إستخدمت طريقتها ذاتها بالنفث أعلى الزجاج لتكوين بقعة أستطيع الكتابة فوقها ،مستخدمًا يدي اليسرى بذلك على النقيض منها ،لمحت عينيها مترقبة لمَ أكتبه من رد على حديثها .
'أتيتِ مجددًا لكنني لا أعرفكِ'لماذا تبدو مستاءة لذلك الحدّ؟
"إيها العجوز على الأقل أدخلني للمنزل فالجو بارد !"
____________________
أنت تقرأ
لــا تـــنــســانــي [جِ.جَ.ك]
Short Storyأنتِ يا ذات الخصلات البرتقالية أحضري لي هذا الكرسي،أجلسي أعلاه وحادثيني أشغلي وقتي إلا يعجبك؟حسنا خذي تفاحة وأجلسي هل أعجبك؟حادثيني عنكِ حتى أراكِ مجددًا واعيدي حديثك مرارًا وتكرارًا ولن أمل لأنني سأنساه... ماذا كنت أقول؟ من أنتِ؟ أذهبي من على كرسي...