إذكرو الله
__________________
بلورات الثلج السداسية تملئ شوارع لندن ،ديسمبر عاصف هذه الأيام بالثلوج ألتي تبعث الراحة والسعادة بقلوب البشر ،فذلك السقيع لم يكن عائق يقف أمامهم ليشعروا بالدفئ يغمرهم.
فمنهم من كان يَغمر قلبه بالدفئ العائلي،ومنهم من كان بين أحضان حبيبه أو حبيبته يستغل ذلك الوضع الشاعري بألقاء كلمات الغزل واللعب أسفل الثلوج المتكدسة بالطرق،لكن ماذا عن من ليس لديه عائلة أو حبيب؟
ألن يزوره الدفئ أبدًا؟وسيبقى كمتسول جائع يجول بالشوارع بلا مأوى يختبئ أسفله لقمع جسده بين الأغطية السميكة حتى لا يتجمد،وبرغم القماش الخشن الذي يرتديه إلا أنه لم يمنع البرد من الوصول لعظامه.فأضحى يرتعش بدنه بشَكَاسة مطالبًا برفع حرارته أو سيتحول لقطعة ثلج كبيرة ،سحب جسده من فوق السرير يتحرك ببطئ ناحية الهاتف السلكي الموضوع فوق المكتب بجانب النافذة ،شفتيه ترتجف وملامحه شاحبة ،برغم إغلاقه لجميع الوسائل ألتي تسمح لوصول البرد إليه إلا أن الأمر يزداد سواءٍ .
"ج..جوليان "
همس بأسمها بصوت متقطع يتخلله صوت تضارب أسنانه ببعضها لإرتجاف فكيه وإرتطامهم ببعضهم،أخرج كفه الأيمن من الغطاء الذي يلف جسده به كالشرنقة يمسك سماعة الهاتف واضعًا إياها فوق أذنه ،أمال رأسه ناحية السماعة يتحجزها بين رأسه وكتفه لتثبت مكانها فلا يحتاج لكفه ،رمق بعينيه تلك الفتاة ألتي تجلس بجانب شجرة التفاح الخاصة به ،هي سبب علته وهذا ماهو متأكد منه .كتب رقمًا ليس متأكدًا من صحته لكنه إنتظر الأجابة،ثوانٍ معدودة مرت ليسمع صوت يجيبه من الناحية الأخرى .
"مرحبًا معك الطوارئ كيف يمكنني مساعدتك؟"
تنفس الصعداء عند سماعه لصوت الفتاة من خلف السماعة ،أشغل عقله بالتفكير في كلمات فلمّ يطل صمته كثيرًا حتى قال:
"أُريد التبليغ عن ..عن س..سرقة"
بتردد فاه شاعرًا بالأكسجين ينقص من رئتيه بشكل أسرع من المُعتاد،سحب كفه الأخر من أسفل الغطاء يُمسك جفنه المرتجف ليحدّ من الرعشة ألتي تسري ببدنه.
"هل سُرقت أم شهدت على السرقة "
إبتلع ما بحلقه من كلمات محشورة تُضيق مجاراه التنفسي،لاح بعينيه على النافذة مرة أخرى قبل أن يُجيب قائلًا:
"تعرضت للس.سرقة"
زفر بقوة عند إنتهاءه من كلماته يحسّ بفؤاده يدق رجيفًا ،لم يُقدم على صنع محادثة مع شخصًا ما منذ زمن فيشعر بالثقل فكل محاولة يخطو بها للحديث .
"حسنًا سيدي أريد منكَ الأسم وموقع السرقة وماذا سُرق "
"هل يوجد أية إصابات؟"
"لـ لا لا يوجد ،إسمي جيون جـ جونغكوك،الموقع منزلي"
شد قبضته فوق السماعة يرى جسد الفتاة الجالسة أسفل الشجرة يُحدق به ،ثم نهضت من مكانها متقدمة ناحية المنزل سريعًا ،إزداد إرتعاش بدنه لشعوره بالخطر يُحدق به .
"حسنًا سيدي هل الهاتف الذي تتحدث منه هو بمنزلك؟"
"أـ أجل "
"أريد منك سيدي أن تبقى بمكان أمن ريثما يصل إليك أفراد الشرطة عشرة دقائق وسيكونون لديك"
طمأنته بنبرة هادئة لإستشعارها لخوفه الطاغي على نبرته الثخينة،أومئ موافقًا على كلماتها ناسيًا أنها لا تستطيع رؤية رأسه ،ثم أغلق الخط واضعًا السماعة بمكانها عند سماعه لصوت طرق على الباب .إلتفت ينظر للباب بأعين مرتعشة ،وجسده أخذ يرتعد للخلف توجسًا من الطارق .
"أرحلي من هنا أيتها السارقة !"
"جونغكوك أفتح الباب هذه أنا فيونا !"
"أنا لا أعرف أحد بهذا الأسم أنتِ من سرقتي جوليان مني ! أرحلي من هنا "
صرخ بها مستنزفًا أخر ذرة طاقة تقبع بجسده الواهن،فدقّ الصُداع جِدار عقله بقوة ضاربًا رأسه بألم لا يرحم ،أزاح الغطاء من عليه يتمسك برأسه الذي يَُن بوجع ."أـ أرحلي !"
عصف بضعف يترنح بجسده يمنى ويسرى بتعب ،ولعل جسده لم يحتمل ذلك الألم فأطفئ عقله أنواره ليهوى أرضًا بأنفاس تخرج من بين شفتيه بشق الأنفاس !فُتح الباب بقوة مندفعًا من خلفه جسدها القلق على صوت الإرتطام الذي حدث ،فرأت أمامها جسده الهاوي أرضًا ،هرولت ناحيته بكرب يفتك بوتينها .
"جونغكوك ماذا حدث لكَ!"
"إستيقظ أرجوك لا تمت ""جونغكوك!"
______________________
"سيدي هو يدعى جونغكوك ويعيش وحده"
"أذًا من أنتِ؟"
"أنا ...""لا أعلم من أنا"
__________________
أنت تقرأ
لــا تـــنــســانــي [جِ.جَ.ك]
Short Storyأنتِ يا ذات الخصلات البرتقالية أحضري لي هذا الكرسي،أجلسي أعلاه وحادثيني أشغلي وقتي إلا يعجبك؟حسنا خذي تفاحة وأجلسي هل أعجبك؟حادثيني عنكِ حتى أراكِ مجددًا واعيدي حديثك مرارًا وتكرارًا ولن أمل لأنني سأنساه... ماذا كنت أقول؟ من أنتِ؟ أذهبي من على كرسي...