المطبخ ضيق، وأثاثه متواضع ومتآكل بفعل الزمن. الأواني متناثرة هنا وهناك، وأشعة الشمس الخافتة تدخل من النافذة الصغيرة لتضفي نوراً ضئيلاً على المكان. جونغكوك يقف عند الموقد، يعدّ وجبة الإفطار بهدوء. والدته، مينهي، تجلس إلى الطاولة وهي شاحبة الوجه، تراقب بصمت" لا أريدك أن تتعب من أجلي يا بني، يمكنك الذهاب إلى الجامعة بدون قلق"
قالتها والدته بتعبيضع الطعام أمامها بابتسامة خافته
" أمي، لا تتحدثي بهذا الشكل. هذا أقل ما أستطيع فعله. أنا بخير"تنظر والدته إلى الطعام أمامها بتردد، ثم ترفع رأسها لتلتقي بعينيه، ويبدو أن التعب قد أرهقها أكثر مما تتحمل.
" أريد لك حياة أفضل، لا أريدك أن تعيش مثلي، تحمل كل هذا العبء وحدك"
اردفتها مينهي بتنهيدهجونغكوك يجلس بجانبها، يمسك بيدها برفق
"أمي، حياتي لا تكتمل إلا بوجودك. أنتِ كل ما أملك، ولن أتركك تتحملين هذا بمفردك"
اردفها بحنيةلحظة صمت تمر بينهما، صوت خطوات ثقيلة يأتي من الممر
سونغ، والد جونغكوك، يظهر في الباب، بوجه شاحب وعيون منتفخة بسبب السهر والسكر. يحدق بالجميع بنظرات خالية من الشعور." ما...ما هذا؟ لماذا كل هذا الصخب في الصباح؟"
قالها والده بصوت مبحوحجونغكوك يتنفس عميق، يحاول البقاء هادئاً
" أبي تناول فطورك لا حاجة للغضب هذا الصباح"سونغ يقترب ببطء نحو الطاولة
"لا أحد يهتم بما أريد... ولا أحد يفهم ما أمر به"
اردفها والده بصوت متقطعجونغكوك ينظر إلى والده بنظرة تحمل الكثير من المشاعر المختلطة، بين الحزن والغضب، لكنه يلتزم الصمت. يراقب سونغ وهو يتناول الطعام بطريقة فوضوية، وكأنه لا يهتم بأي شيء.
" جونغكوك، يجب أن تذهب الآن حتى لا تتأخر عن الجامعة"
اردفتها والدته وهي تتجنب النضر الى سونغجونغكوك يلتفت إلى والدته ويومئ برأسه. يقف ويبدأ بجمع حقيبته، ثم ينظر إلى والده الذي يبدو وكأنه لم يلحظ مغادرته.
اردف جونغكوك بصوت هادئ
"سأعود في وقت لاحق، أمي. إن احتجتِ إلى شيء، اتصلي بي."مين-هي تبتسم ابتسامة حزينة، وتومئ برأسها. يغادر جونغكوك المطبخ، يتجه إلى الباب الأمامي.
يغلق الباب خلفه بهدوء، ويحاول السيطرة على أفكاره وهو يسير باتجاه الجامعة. خلفه، في المطبخ، تظل مينهي تنظر إلى الباب الذي خرج منه، وتشعر بعبء الحياة يتضاعف عليها.
أنت تقرأ
لـيل بِـلا قـمـر Moonless night
Romanceوقف جونغكوك ببطء من مقعده و اتجه نحو الرجل اردف جونغكوك بثقة "لماذا تنظر إلي بهذه الطريقة؟" الرجل يرفع عينيه ببطء إلى جونغكوك، ويأخذ نفساً عميقاً قبل أن يتحدث بصوت عميق وهادئ جداً، يملأه برود مخيف. " لأنك جميل." اردفها الرجل بصوت عميق