14

54 5 0
                                    

في القلبِ نيرانُ الهوى تتلظّى
وتنسابُ روحٌ في عذابٍ مُبرَّى

أحاكي الليالي في ظلامي، وأرتجي
لمحةً منكِ تُحيي ما مضى واندثرَّا

أُحِبُّكِ سراً، يا ملاكي، بعينٍ
تكتمُ الشوقَ والقلبُ يهيمُ اشتياقًا

أُراقبُ وجهكِ من بعيدٍ، وأخشى
أن تنكشف الأحلامُ أو يُفضَحُ السِّرا

أراني كطيفٍ في رحيلٍ مبهمٍ
أجوبُ دروبَ العمرِ وحدي، مُكدَّرًا

..

في صباح يوم جديد، انسدلت أشعة الشمس على وجه النائم من خلال الستائر التي تراقصها الهواء من نافذة مفتوحة. تحرك ببطء، متململاً من الضوء، إلى أن استيقظ وتمدد قليلاً، متثائباً. وفجأة، تدفقت ذكريات لقائه البارحة في عقله كالشريط، فارتسمت ابتسامة واسعة على وجهه وأخفى وجهه بين الوسائد للحظة، محاولاً تهدئة نبضات قلبه المتسارعة.

بعد محاولات عدة للسيطرة على مشاعره، نهض أخيراً واتجه نحو الحمام ليأخذ حماماً سريعاً. خرج بعد قليل، ناظراً إلى التقويم ليكتشف أن اليوم ليس هناك محاضرات في الجامعة، فتنفس بارتياح وارتدى بيجاما منزلية كاجوال بالأحمر والأسود مع قميص أسود.

نزل إلى الطابق السفلي ببطء، ليتفاجأ بوالدته جالسة في غرفة الضيوف مع رجل يبدو غريباً. نظر إلى الساعة في هاتفه إنها التاسعة صباحاً!  كان الرجل يرتدي بدلة سوداء أنيقة، وعلامات الثراء واضحة على مظهره. اختلس جونغكوك السمع إلى حديثهما، حيث سمع والدته تتوسل بصوتها المترجي:

"ماركو، أرجوك... أعطني فقط أسبوعاً آخر على الأقل."

رد الرجل بصوت عميق ونبرة قاسية، قائلاً

"لقد سمعتُ هذه العبارة لعامٍ كامل يا مينهي! هذا يكفي! ليتحمَّل زوجك مسؤولياته. أسبوع واحد، أقسم، هذا آخر إنذار وإن لم يصلني المال، فسأتصرف بنفسي."

نهض الرجل غاضباً، مستعداً للمغادرة، لكنه توقف فجأة حينما لمح جونغكوك واقفاً، يتابع الموقف بصمت. التفتت مينهي نحو ابنها بقلق، محاولة إخفاء اضطرابها، وقالت بسرعة:

"عزيزي، لم أكن أظن أنك ستستيقظ اليوم، أليس لديك إجازه اليوم؟"

التقى جونغكوك بنظرة الرجل بثبات ووجه محايد لم يعكس شيئاً من مشاعره. حدّق الرجل في جونغكوك بتمعّن للحظات قبل أن ينصرف أخيراً، تاركاً الصمت يخيم على المكان.

بعد أن غادر الرجل، جلست مينهي على الأريكة بوجه شاحب، وأخذت نفساً عميقاً محاولًة استجماع شتات أفكارها. اقترب جونغكوك منها  وجلس بجانبها، ثم قال بصوت خافت:

لـيل بِـلا قـمـر  Moonless night حيث تعيش القصص. اكتشف الآن