بعد أن استعاد وعيه، شعر بفراغ كبير يغمره، وكأن الحلم الذي عاشه طوال تلك السنوات كان أكثر واقعية من الحياة التي عاد إليها. في الأيام التالية، كان الجميع من حوله يحتفلون بمعجزة استيقاظه، بينما هو غارق في أفكاره. كان يتساءل إن كانت تلك الفتاة حقيقة أم مجرد وهم صنعه عقله ليتحمل سنوات الغيبوبة الطويلة.
مع مرور الوقت، أصبح هاجس البحث عنها لا يفارقه. في كل وجه يقابله، كان يبحث عن بريق عينيها، وفي كل صوت يقترب منه، كان ينتظر سماع ضحكتها التي كانت كضوء الشمس في عالمه المظلم. لكن دون جدوى. لا أثر لها في الواقع، وكأنها كانت مجرد سراب.
في الليالي، عندما يغلق عينيه، كان يتمنى العودة إلى ذلك الحلم، إلى البحر الهادئ حيث كانت تنتظره. لكن كل ما كان يجده هو ظلام وصمت مطبق.
أصبح الوقت عدوه، وكل يوم يمر عليه دون أن يجدها كان يزيد من شعوره بالضياع. قرر أن يترك كل شيء خلفه، وأن يبدأ رحلة بحث لا يعرف نهايتها. ترك عمله، وابتعد عن عائلته، وبدأ يتنقل من مدينة إلى أخرى، يبحث في العيون عن تلك السوداء اللامعة، عن تلك التي وعدته بالراحة والحب.
في أعماقه، كان يعلم أن العثور عليها قد يكون مستحيلاً، ولكن فكرة التخلي عنها لم تكن واردة. كانت جزءًا من روحه، شيئًا يفوق حدود الخيال والواقع. وكما أنقذته في غيبوبته، كان يؤمن أن العثور عليها قد ينقذه من هذا العالم الذي لم يعد يعرف كيف يتنفس فيه.
وفي كل مرة كان يشعر باليأس، كان يغمض عينيه ويتذكر آخر كلماتها: "عد إلى حياتك." لكنه كان يجيب بصوت هامس، يشبه الرياح التي تهب على البحر الذي كان يجلس أمامه في الحلم: "لن أعود حتى أجدكِ، حتى وإن كان هذا البحث هو حياتي الجديدة."
أنت تقرأ
الأستاذة القاسية و ابن عمها الذي إحتقرها
Actionهو قاسي لا يرحم بارد لا يعرف معنى الحب هي فتاة لا تعرف معنى عائلة حقيقة في شدة و مرة هي قاسية لكن قلبها و حنان و رقتها و برائها شخص واحد جدها حبيبها