#10

270 10 24
                                    

كان دانيال يجلس على الأريكة، محاطًا بجدران منزله التي كانت تشهد على الكثير من اللحظات السعيدة والأليمة. كانت الأضواء خافتة، مما أضاف جوًا من الحزن والقلق. بينما كان يحاول التركيز على ما يحتاجه للمضي قدمًا، كانت أفكاره تتجول بين ماضيه وحاضره يتأرجح بين مشاعر الندم والحزن، قلبه قد تمزق إلى ألف قطعة. في أعماق نفسه، كانت تتصارع أمواج من الذكريات والأحاسيس، كل لحظة تغمره بالأسى.

"آدم، أنا آس..ف،" همس دانيال بصوت مرتجف، كأنه يتحدث إلى الصورة الشنيعة التي أمامه، وكأن تلك الكلمات لا تكفي لتعبر عن حجم الفقد الذي يشعر به. "لو كنت أعلم، لو كنت فق..ط أعلم، لكنت هناك من أجلك لكنه قال لي أنك ابنه وأنه سي.جعلك تشعر بالحب معه لا الجنون!!!."

تجمعت السحب الداكنة في سماء دانيال، وكأنها تعكس عواطفه المتضاربة. كان يجلس وحده على الأريكه يسترجع ذكرياته مع آدم، ذلك الصغير الذي كان يمثل كل شيء جميل في حياته. ضحك على حسرته، متذكراً كيف كان يقضي ساعات طويلة في اللعب معه، وكيف كانت ضحكاته تملأ الأرجاء مثل لحن عذب لا يُنسى. "لِمَ لم كذبوا واخبروني أنه ليس ابني لم كذبوا وقالوا أنهم سيهتمون به أكثر مني!!" تساءل في نفسه، تتصاعد مشاعر العجز في قلبه كجبل من الصخور.

بينما كانت دموعه تنحدر على خديه، استعاد صورة آدم وهو يتأرجح على أرجوحة الحديقة، وجهه الصغير مشرقًا بالبراءة والسعادة. لكن تلك الصورة سرعان ما تلاشت، ليحل محلها مشهد مأساوي من الماضي.

"صغيري، مابك؟ لا تأكل!" كان صوته ينطق بالقلق، بينما كان آدم، بنظراته المرتجفة، يحاول الهروب إلى عالمه الخاص.

"إنه ليس جائعًا، لقد أكل قبل عودتك، عزيزي، لا تقلق بشأنه"، كانت كلمات كارين تخرج ببرود،

.."صحيح، آدم؟" سألته. لكن الصغير أطرق برأسه بخوف، محاولًا تجنب مواجهة الحقيقة. "أ... جل، صحيح. أنا ذاه.ب إلى الغرفة"،

"مالذي تقولينه، كارين؟ ألا ترين مدى هشاشته؟" انطلقت كلمات دانيال بغضب، وكأنها صرخات محبوسة في صدره.

"مابك، عزيزي؟ ألا ترى كيف يحدق في الطعام ويلعب به، إنه ليس جائعًا!"

كانت نبرته تتصاعد، بينما كان الألم يتجلى في عينيه. "هل قمتِ بضربه؟" صرخ، وكأن تلك الكلمات كانت آخر ما تبقى له من أمل."واللعنه هل قمتي بضربه!!!"

"أنا لم أضربه، فقط قمت بعقابه لأنه لعب مع فتى الجيران!" كانت كلماتها تتدفق ببرود، لكن دانيال لم يستطع السيطرة على غضبه. "وماذا إذا لعب مع فتى الجيران؟!..

"لماذا تتعاملين معه هكذا إنه مجرد طفل!" صرخ دانيال، وقد امتلأ قلبه بغضب شديد وهو يواجه كارين.

كانت دموعها تتساقط بحرقة، مما جعل المشهد أكثر مأساوية لقلب دانيال. "هل تعتقد أنك تعرف كيف تربي طفلي أكثر مني؟" وبينما كانت كلماتها تتردد في الأجواء،

mixed feelings/مشاعر متناقضهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن