#13

143 13 20
                                    

استيقظت وكنت أشعر بضغط شديد في رأسي، كأنما هو على وشك الانفجار. استوعبت مكاني، كنت في غرفة محاطة بأسلاك متعددة. كرهت هذا المكان، وتمنيت لو لم أكن هنا، لكنني كنت أعلم أن ليون سيأتي قريبًا، وسيجبرني على العودة معه، سيضاعف من عذابي ويعيدني إلى هذا الجحيم مجددًا.

نظرت إلى سقف الغرفة، ودموعي بدأت تنهمر. "متى سأتحرر من هذا الجحيم؟""متى سأتخلص من ليون؟" تساءلت بمرارة، وكأن كل كلمة انطق بها كانت تخترق قلبي كخنجر."لماذا أنا أعذب واعاني؟" حاولت إيقاف دموعي، لكن قلبي كان يؤلمني بشدة. لقد تعبت، تعبت حقًا، وكل ما أريده هو الراحة. لماذا لا أستطيع أن أحظى بقليل منها؟! لايهمني ان كان الراحه هو موتي حتى هو انا لا أستطيع أن أحظى به!!

عندما حاولت الوقوف، سقطت على الأرض. سقطت المزهرية بجواري، وتأوهت بألم عندما اخترق زجاجها يدي. "آآآه، آدم، بني، أنت مستيقظ!" جاءني الصوت من بعيد، ونظرت إلى مصدره بينما كنت أمسك بيدي المليئة بالدماء.

"مالذي يحدث، هل أنت بخير؟!" صرخ الشخص، بينما كنت ما زلت في حالة صدمة. "أنا لست في منزل ليون." تساقطت دموعي، وزاد ارتجافي. نظرت إلى ذلك الذي يمسك بيدي، يحاول إيقاف النزيف. "ابتعد عني، لا تلمسني!" صرخت بغضب، وما زال ارتجافي يسيطر عليّ. كل ذكرى مؤلمة عادت لتطاردني، وأشعر بالذكريات تشتعل في ذهني كالنار. لما هو هنا الأن!!!

"لا تلمسني، لا تلمسني!" صرخت مرة أخرى، بينما كنت أسترجع كل لحظة من التعذيب الذي عانيته على يد ليون. "أنا... أنا أكرهك! انت من تخلى عني! أجئت الآن لتحسب نفسه بطلاً!" كانت الكلمات تتدفق من فمي كالسهم احاول ابعاده وأنا أقاتل بين مشاعر الغضب والحنين.

لكن في عمق قلبي، كان هناك صراع آخر. حتى لو تخلى عني، كنت أعلم أنني لا أستطيع أن أنكر حبي له. "أنا أحبه!" همست لنفسي، كأنما أبحث عن مبرر لمشاعري التي لا تزال تتعلق به. "لا أريد لليون أن يحصل على ما يريد! لا أريد أن أكون مجرد ضحية أخرى في لعبته اللعينه أنا لا اريد خيانه والدي حتى لو تخلى عني!'

أهدأ، أهدأ، آدم. والدك آسف، أقسم أنني... قاطع كلام دانيال دخول الممرضة، حيث كانت الأضواء الساطعة تكشف عن تجاعيد وجه آدم المنهك، الذي عانى من ضربات الزمن وآلام الذكريات المؤلمة.

"أبتعد عنه! ألا ترى أنه في حالة هلع؟!" صاحت الممرضة، وهي تتقدم نحو آدم بخطوات حذرة، لكن صراخه كان يتردد في أرجاء الغرفة،

"ابتعد عني أبتعد عنييي!!!!!""" "واللعنه قلت أبتعد عني لما لما لاتفهم أبتعد!!" نطق آدم ب ارتجاف ودموعه تنهمر كأنما صداها يتساوى مع صرخات ماضيه المظلم. كان يتذكر اللحظات المروعة التي قضاها في ظلامٍ حالك، حيث تمزق جسده وروحه تحت وطأة التعذيب والمعاناة ولم يكن لديه أي أحد يسئل عن حاله أياتي الأن ويخبره أنه أسف؟

mixed feelings/مشاعر متناقضهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن