#9

314 9 30
                                    

مرت ثلاث أيام وأنا مع هذا السيد الغامض الذي لا أعلم إن كان والدي حقاً كل لحظة نقضيها معاً تذكرني بأيامي مع آدم، بكل الضحكات والأوقات اللطيفة التي عشناها بعيداً عن انفصامه وتعذيبه لي في إحدى المرات، أخبرته بأن تصرفاته تشبه تصرفات آدم، وضحكته أيضاً. لكن ما صدمني حقاً هو رده: "هل أنا أضربك؟!" شعرت برعشة تجوب جسدي، وكأن الخوف تسرب إلى أعماقي. لكنني تشجعت وقلت له: "صحيح أنه يضربني أحياناً، لكنه يأتي كل ليلة ليقبلني ثم يعتذر."

عندما قلت ذلك، رأيت علامات الصدمة على وجهه، وتمتم قائلاً: "لقد جعلته من..فصماً، هي السبب."

احتار عقلي في تفسير كلماته. "ماذا تعني؟ هل يقصدني أنا؟ هل أنا منفصم الآن؟" لكنه لم يرد علي، بل قام وخرج إلى غرفته دون أن ينطق بحرف واحد.

لعنة! لماذا أفكر في آدم؟ إنه ليس ابني، يجب أن أتجنب التفكير به. صحيح أنني ربيته لعشر سنوات، لكنه ابن تلك المرأة، بالتأكيد ستعامله بشكل جيد، فهو ابنها من رجلها المحبوب. هذا يؤلم قلبي. لماذا يجب أن يكون ابنهم وليس ابني؟ تهاجمني ذكريات طفولة آدم، وأشعر بألم شديد يضغط على رأسي.

أخذت حبوب منومة، فالأرق يرافقني دائماً بسبب الكوابيس. بينما بدأت أشعر بالنعاس، تمتمت في داخلي: "أصبح لديك الآن ابن ستحميه بروحك، لذا لا تفكر في الماضي." أتمنى أن يكون يون ابني، وليس مجرد خدعة من تلك العاهرة التي كانت يوماً زوجتي.

اليوم الرابع، ووالدي ليس في المنزل، بحثت عنه بقلق. هل فعلت أو قلت شيئاً خاطئاً؟ ليس لدي هاتف، وأتمنى لو أستطيع التحدث مع جين، فقد اشتقت إليه. أحضرت الطعام، وعندما تناولته، شعرت بدموعي تتساقط بحرقه. لم أشعر يوماً بهذا الدفء والأمان. أتمنى أن يكون السيد دانيال أبي، فهو حقاً شخص رائع ولطيف.

تذكرت آدم. هل حقاً لم يقصد كلماته؟ إذا كان يقصدني، فلن يجعلني أقابل والدي. تعمقت في أفكاري بينما كنت أتناول الطعام. لماذا لا يزور آدم والدي، ولا حتى يتحدث عنه؟ هناك شيء غريب. لكنني نفيت جميع أفكاري. آدم هو من تخلى عني، بينما والدي دعمني وعالجني نفسياً. هو الوحيد الذي بقي بجانبي، وليس آدم الذي تركني. يجب أن أكرهه، يجب أن أتوقف عن التفكير به! فهو العاهر، وليس أنا.

صرخ يون بغضب، بينما سمع ضحكات والده الذي كان يقف مستنداً على الباب. "من هو العاهر؟" قالها وهو يوبخ الأصغر. "ألم نتفق على أن لا نقول كلاماً عديم التهذيب؟" ارتجفت أوصال يون، وأحس بالخوف. هل يريد والده عقابه؟ لكن والده هدأه، قائلاً: "اهدأ، يون. أنا سعيد. تعتقد لماذا؟"

اقترب دانيال من يون المرتجف، وعندما اقترب منه، ابتعد يون لا شعورياً، وجسده ما زال يرتجف. حاول والده احتضانه مطمئناً له: "اهدأ، صغيري. أنا لن أعاقبك، حسناً؟ أنا فرح فقط لأنك ابني."

mixed feelings/مشاعر متناقضهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن